أكثر من 223 ألف سائح سعودي، هي الحصيلة المتوقعة لعدد السياح الذين يستعدون لحزم حقائبهم لقضاء إجازة منتصف العام خارج المملكة، بحسب ما أكده عضو لجنة وكالات السفر والسياحة بالغرفة التجارية في الرياض وليد السبيعي ل"عكاظ". وأشار السبيعي إلى أن دبي ستحتضن النصيب الأكبر من عدد السياح خلال هذه الفترة بنسبة تصل ل57 في المئة من إجمالي السياح السعوديين، مبينا أن أكثر من 127 ألف سائح سيتوجهون إلى دبي خلال هذه الفترة بحجوزات مؤكدة. وأوضح أن اسطنبول حلت وصيفا كأكبر مدينة تستقبل السياح السعوديين بعد تأكيد ما يزيد على 17 ألف سائح سعودي التوجه إليها خلال هذه الفترة، بحسب إحصاءات لجنته. أما القاهرة فقد بلغ عدد الحجوزات المؤكدة حتى يوم الاثنين الماضي 14 ألف سائح، ثم شرم الشيخ 12.6 ألف سائح، ولندن ب9 آلاف سائح، ووفقا للأرقام، بلغت عدد التذاكر المؤكدة لكوالالمبور 7 آلاف تذكرة من جميع مطارات المملكة. وتتجه معظم أنظار السعوديين خلال إجازة منتصف العام إلى 6 وجهات رئيسية خارجية: "دبي، اسطنبول، القاهرة، شرم الشيخ، لندن، كوالالمبور"، بحسب السبيعي، إضافة إلى وجود وجهتي سياحة موسمية "قارمش بألمانيا، وميجيف بسويسرا". وقال السبيعي إن "دبي تعد المدينة الأولى سياحيا للسعوديين لعدة مغريات أبرزها قرب المسافة مع المملكة، ومناسبتها لجميع الطبقات مع توفر كافة الخدمات للعائلات السعودية"، واصفا إياها بأنها محطة شبه اعتيادية للأسر السعودية". ولم يخف عضو لجنة وكالات السفر والسياحة استغرابه من سياحة تركيا المتذبذبة، لتسجيلها ارتفاعا ملحوظا لأعداد المسافرين والسياح لها تارة، وانخفاض الإقبال عليها تارة أخرى، مستشهدا بما حدث قبل أربعة أعوام بإقبال ما يزيد على 300 ألف سائح خلال إحدى فترات الصيف، وانخفض هذا الرقم مباشرة في الصيف الذي يليه لأقل من 100 ألف سائح. وعن الإقبال على مدينتي شرم الشيخ والقاهرة، بين السبيعي أن مصر بلد هادئ، وتوفر الرحلات من الناقلين الوطني والمصري بشكل مكثف ساهم في الإقبال عليهما سياحيا، فالاستراتيجية السياحية لجمهورية مصر وأسعارها المناسبة مع شمول خدماتها جعلها وجهة مفضلة للأسرة السعودية. موضحا أن الإقبال على كوالالمبور كبير لما تتميز به من خصائص مناخية وتكلفة سياحية معتدلة. وفيما يختص بالوجهات السياحية الموسمية والإقبال عليهما خاصة في فصل الشتاء لمدينتي "قارمش وميجيف"، أوضح عضو لجنة السياحة والسفر أن ذلك يعود لتوفر المنتجعات المناسبة لفصل الشتاء التي يفضلها كثير من السعوديين، مع بدء لندن مؤخرا بتسجيل زيادة في نسبة المقبلين عليها من السياح المحليين بنسب تتراوح من 6 إلى 7 في المائة، ما جعل هذه الدول الثلاثة ملجأ للسياح. ونفى السبيعي وجود سياحة داخلية في المملكة، موضحا اقتصار توجه أغلب الناس على مدينتي مكةوالمدينة لأسباب دينية فقط، أو لبعض المدن الكبرى والعكس لزيارة الأقارب، مؤكدا وجود وجهات موسمية يتجه إليها السعوديون أيضا خلال مواسم الشتاء كمدينة "قارمش" بألمانيا، وميجيف بسويسرا". من جهته، يرى نائب مدير وكالة سياحية طلال المهيدب أن لقصر الإجازة النصفية التي لا تتعدى 10 أيام، وتزامنها مع فصل الشتاء، كانت وجهات السعوديين للمدن الكبرى القريبة، وتصدرت الوجهة دبي لقربها، تبعها مباشرة شرم الشيخ وحلت في المرتبة الثالثة دول جنوب شرق آسيا وعلى رأسها ماليزيا وسنغافورة. فمميزات هذه الوجهات كما ذكر المهيدب لعدة عوامل، لقربها الجغرافي، سهولة الوصول إليها من خلال توفر رحلات جوية متعددة وبأسعار تنافسية، وتمتعها بطقس دافئ خلال فترة الشتاء مع تنوع أنشطتها السياحية العائلية المتوفرة. وشاركهم في الرأي المستثمر بالمجال السياحي عبدالله الغروي الذي طالب بتهيئة البنية التحتية من القطاع الخاص لجذب عدد من السياح للداخل، فهناك دول تعتمد كليا على السياحة التي ينميها القطاع الخاص، مشددا على ضرورة إنشاء مشاريع سياحية ذات رسوم متناسبة مع معظم طبقات المجتمع، لجذب السياح داخليا. وبين الغروي أن دبي تعد الوجهة الأولى سياحيا للسعوديين، يأتي خلفها السياحة لمصر وتركيا، نظرا لوفرة الفنادق ورخص تذاكر الطائرات، مع وجود بنية تحتية مهيأة لاستقبال العديد من السياح، موضحا أن السياحة الداخلية نجد اختزال الاقبال فيها على مدينة جدة تحديدا من سكان المناطق الأقل نموا، لما تتمتع به من شاطئ وخدمات متنوعة، مشددا على ضرورة توفير الخدمات بالمدن الأخرى والتنوع في خلق عدد من المشاريع السياحية. وشدد الاقتصادي محمد حسن يوسف على ضرورة قيام عدد من المستثمرين بدعم السياحة في الداخل، معبرا أن مدينة جدة تعد الأولى في المملكة سياحيا، لتوفر كافة الخدمات بشكل كاف، ولكنها لم ترتق لخلق برامج سياحية تجذب سياح الخارج إليها، مشددا على ضرورة خلق برامج ترفيهية وسياحية لجذب جزء من طبقة المسافرين للخارج. وبين أن حرارة الطقس في الغالب تلعب دورا مهما في السياحة، وإجازة منتصف العام ملائمة جدا لقضائها في الداخل، عند توفر الخدمات السياحية.