مرت السنوات سراعا على أنجال وبنات الشهيد المقدم مبارك السواط، يتذكرون يوم استشهاده في يوم السبت 19 يونيو العام 2005، عندما أقدم ملثمان متنكران في زي باكستاني على إطلاق النار عليه من سلاحهما الرشاس قبيل خروجه من محيط منزله في أحد أحياء مكةالمكرمة. قرابة 11 عاما مضت على الحزن الذي خيم على الأسرة، وتبدد الشجن الأليم في نفوس العائلة عندما أعلنت الجهات المختصة عن الاقتصاص من القتلة والمحرضين ومن شرعنوا القتل وجعلوه أداة في أياديهم ترهيبا وترويعا للآمنين. محمد وتركي وعبدالإله أنجال الشهيد ومعهم ابنتاه آلاء وريم، استذكروا ل(عكاظ) كيف وقفت الدولة بأعلى مستوياتها إلى جانبهم، كفكفت دموعهم وتولتهم بالرعاية والعطف. وحين زار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، مساعد وزير الداخلية وقتذاك، منزل العائلة للمواساة والعزاء، شعرت العائلة أنها ليست وحدها، وأن الألم الذي سكن دواخلهم سيمضي. قالت زوجة الشهيد ل(عكاظ) بعد أيام من رحيله: «ارتفعت الروح المعنوية لأبنائي وبناتي بعد لقاء الأمير محمد بن نايف، والزيارة الكريمة ستكون نبراسا لأبنائي». وكان سمو الأمير قد تفقد منزل العائلة واستمع إليهم فردا فردا ثم اجتمع مع أشقاء الشهيد السواط، مؤكدا لهم أن الدولة سترعى الأسرة وأن العابثين والإرهابيين سينالون جزاءهم العادل. وأضاف سموه في حديث للعائلة أن من يحاولون التستر بالدين.. الدين منهم براء. أمس، سجلت (عكاظ) زيارة إلى منزل الشهيد، ورصدت علامات الارتياح والرضاء في وجوه الأبناء، «يوم القصاص أثلج صدورنا.. فالفئات الباغية لا يهمها غير خلق زعزعة أمن الوطن بأفكار منحرفة لا تمت للدين بصلة. نقف إجلالا وإعزازا للجهات الأمنية التي تحمي الوطن والمواطنين». وقال عبيد (شقيق السواط): «تنفيذ الأحكام الشرعية في من ثبت تورطهم في أعمال إرهابية يؤكد أن نهاية كل إرهابي هو القصاص واقتلاع الأفكار الضالة من جذورها، وستظل بلادنا واحة للأمن والسلام». أما أبناء الشهيد فقالوا إنهم كانوا صغارا عندما رحل والدهم وطالته أيدي الغدر والعدوان الآثم، ويستذكرون بالفخر والاعتزاز وقفة الدولة بجانبهم، «لقد تحقق العدل بفضل من الله ثم بقيادتنا الرشيدة ورجال أمننا البواسل.. استشهاد والدنا عزز حبنا لوطننا الغالي». محمد يضيف: «في يوم استشهاد أبي كنا صغارا في الروضة والمراحل الابتدائية، لكننا لم نشعر باليتم لاهتمام ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بأمرنا ورعايته الدائمة لنا فواصلنا دراستنا، ولله الحمد، شقيقاتي في المرحلة النهائية بالجامعة وأشقائي يواصلون تعليمهم في أحسن الظروف.