يتذكر «فيصل».. نجل الشهيد العريف فهد وزنة.. الذي استشهد في مواجهة خلية شقة الخالدية في مكةالمكرمة آخر وصايا والده قبيل لحظات من خروجه إلى ساحة البسالة والفداء. كان ذلك في أحد أيام العام 1424، حينما تأهب للخروج قال الأب الشهيد لنجله: «خلك رجال وحافظ على صلاتك..»، ونظر إليه ثانية وهمس في أذنه: «أوصيك على إخوانك، كونوا يدا واحدة»، ثم غادر إلى ساحة البذل وعاد شهيدا. الأسرة تلقت نبأ الحكم بقتل الإرهابيين، وعاشت مشاعر شتى أمس، وتباينت أحاسيس فيصل أكبر أبناء الشهيد وتالية وفراس وأسيل وهم يتحدثون ل(عكاظ) من دارهم العامرة في حي العمرة في مكةالمكرمة. يضيف فيصل بعد أن كفكف دموعه: «انتظرنا لحظة القصاص بفارغ الصبر.. انتظرناها منذ استشهاد والدنا في مواجهة الخالدية مع زميله النقيب ياسر المولد، أثناء أدائهما لواجبهما الديني والشرعي. هؤلاء القتلة لم يراعوا دينا أو إنسانية أو أخلاقا فاستحقوا القصاص. اليوم شعرنا أن دماء والدنا لم تضع هدرا وأنه استوفى الحق من قاتليه. شعرت في اليوم الذي خرج فيه إلى ساحة الواجب أنه الوداع الأخير، ما زالت كلماته ترن في أذني، وسأظل وفيا لنصائحه ووصاياه». فيصل وزنة التحق بكلية الإعلام في جامعة أم القرى ويتمنى استخدام مهارته في فنون الإعلام في محاربة الأفكار الضالة والفئات المارقة.. تماما مثل والده الشهيد الذي حمل السلاح لمناهضة الإرهابيين.. «سأستخدم قلمي سلاحا في المواجهة».