عكست الأجواء ومحيط مقار البعثات الإيرانية في المملكة، أمس، مدى التزام السعودية بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بحماية البعثات الدبلوماسية المتواجدة على أراضيها. وبعد ساعات من الجريمة الإيرانية في تدمير وحرق البعثات السعودية في طهران ومشهد، كانت الصورة مغايرة في الرياضوجدة، إذ بدت المقار مؤمنة بالكامل سواء في حي السفارات بالرياض أو حي الحمراء في جدة، حيث لوحظ ل«عكاظ» خلال جولتها الميدانية تواجد اعتيادي لسيارات القوات الخاصة للأمن الدبلوماسي وهي الجهة المعنية بحماية جميع السفارات والممثليات الدبلوماسية على أراضي المملكة. ولم يختلف مستوى الأمن حول السفارة الإيرانية، عن غيرها في بقية السفارات الأخرى، والتي تحظى بنفس نوع وعدد طاقم الحراسة الأمنية المناسبة لها ووفق الأنظمة الدولية التي يلتزم بها الأمن السعودي لحماية جميع البعثات الدبلوماسية على أراضي المملكة، حيث كان المشهد حول السفارة الإيرانية هادئا تماما والحركة المرورية تسير بشكل طبيعي دون وجود أي ملاحظات. وفي جدة بدا مقر القنصلية الإيرانية أيضا هادئا، في الحي الذي يعد من أشهر أحياء جدة، ويتميز باحتضانه العديد من المقرات الدبلوماسية والمستشفيات والوزارات الحكومية والشركات الكبرى. وتنتهي في الحادية عشرة من مساء اليوم، مهلة ال 48 ساعة التي حددتها المملكة للسفير الإيراني والبعثة الدبلوماسية للمغادرة. يذكر أن لدى وزارة الداخلية قطاعا أمنيا كاملا مخصصا لحماية البعثات الدبلوماسية في المملكة يتم تأهيلهم في أكاديمية محمد بن نايف للأمن الدبلوماسي، والتي دشن انطلاقتها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في عام 1435. ويتلقى منسوبوها من رجال الأمن عددا من المهارات في مجالات التعليم الأمني والتدريب العسكري، منها مهارات النزول بالحبال واقتحام المباني وصد الهجوم المسلح، بالإضافة إلى مهارات أمن وحماية الشخصيات، والمباني الدبلوماسية، والمنشآت الحيوية، إضافة إلى تدريبهم على الرماية بأنواع مختلفة من الأسلحة والرماية للقناصة، كما يخضع رجال أمن أكاديمية محمد بن نايف للأمن الدبلوماسي إلى دورات صاعقة ودورات تعايش، وتدريبات متقدمة في العلوم العسكرية، وفي السلوك الدبلوماسي طول عام تدريبي كامل، للقيام بكافة المهمات والاختصاصات المناطة بهم كقوات خاصة للأمن الدبلوماسي.