تاريخ العلاقات السعودية الإيرانية مليء بمطبات عديدة، واحتقانات شديدة، خصوصا في ما يتعلق بمحاولات طهران المتكررة لاستغلال موسم الحج لتحقيق أهداف بعيدة كل البعد عن قدسية الزمان والمكان، إذ اكتشفت سلطات الأمن السعودية في العام 1986 قيام عدد من الحجاج الإيرانيين القادمين إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، بتخبئة مادة شديدة الانفجار (C4)، في حقائبهم، إذ ضبط رجال الجمارك ما يعادل 51 كجم من هذه المادة في 95 حقيبة، وسجلت اعترافاتهم وأعلنت عبر التلفزيون السعودي. وفي عام 1987 وأثناء موسم الحج أثار الحجاج الإيرانيون الشغب في مكةالمكرمة، وأسفرت تلك الأحداث عن مقتل 402، منهم 85 من رجال الأمن والمواطنين السعوديين، و42 من الحجاج الآخرين الذين تصدوا للمسيرة من مختلف الجنسيات، و275 من الحجاج الإيرانيين المتظاهرين. وأمام كل ذلك اضطرت المملكة لقطع علاقاتها مع إيران عام 1988، وامتدت القطيعة حتى العام 1991. وعادت العلاقات السعودية الإيرانية إلى التوتر مرة أخرى بعد حادثة تدافع منى، وما ردده قادة طهران من تصريحات معادية للمملكة، وتشكل تدخلا مرفوضا في شؤونها الداخلية. كما ظل نظام طهران حريصا على عدم تفويت أي فرصة للإيقاع بين أبناء الوطن الواحد، وفي كل مرة تصدم بالحقيقة المرة، حيث يؤكد المواطنون على متانة اللحمة الوطنية، والتفافهم حول قيادتهم في مشهد لا يروق لإيران ومن حذا حذوها.