في حائل كما في سائر الوطن، قصص لليتم تروى بدماء الشهداء، وطفولة عانت اليتم في مهدها بفقدان الأبوة والوالد والسند، حيث طالت يد الغدر أحلام الطفولة ووأدت تطلعاتهم للعيش في كنف الأب فكانت «هيابة» ابنة شهيد الواجب الجندي أول درداح بن وقاع الغيثي الشمري من أوائل الأطفال الذين تيتموا على يد مرضى الفكر وسارقي الأمان وخونة الأوطان. وهيابة الطفلة التي فقدت والدها في آخر شهر مايو 2003 أثناء مطاردة للإرهابي الهالك (يوسف العييري) ويعرف وقتها بقائد القاعدة في المملكة.. انفردت «عكاظ» حينها بنشر صورتها على صدر صفحتها الأولى وهي ابنة الستة أشهر فطارت قصتها في الآفاق وتناقلتها الوكالات وصارت حديث الناس، كما انتشرت صورتها عندما حملها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وكان حينها مساعدا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية وضمها بيديه ودمعت عيناه بمودة صادقة ومحبة حانية فكانت دمعات سموه وكلماته عزاء وبلسما لذوي الشهيد، ويداه الحانيتان تكفلتا بها ونقلتها من وجع اليتم إلى حنان (الوطن) أجمع. ولم تكن هيابة آخر أوجاع الطفولة، فقد فقدت الطفلة «نورة» ذات الأربعة أشهر والدها ابن حائل الشاب شهيد الواجب والوطن تركي رشيد يوسف الرشيد الذي اغتالته يد الغدر في منطقة القصيم بعد حادثة الأحساء الشهيرة في نوفمبر 2014، ونورة أيضا تلقت التعازي وحملتها يد الأمن وولي العهد محمد بن نايف فكانت لها سندا وأمنا وملاذا بعد عناية الله. والطفلتان نورة وهيابة تقتسمان اليتم والحزن معا، فقد ولدتا بعيدتين عن والديهما اللذين استشهدا في ميدان البطولة وهما لم يحتضناهما وكل واحدة منهما وحيدة أبيها.