قبل 12 عاما كانت المرة الأولى التي أقابل فيها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، أثناء تغطيتي لزيارته لمنطقة حائل لتعزية أسرة أحد شهداء الواجب في منزلهم بحائل. وما زال يعلق بذاكرتي وذاكرة كل من كانوا في العزاء مشهد احتضان الأمير ابنة الشهيد التي لم يتجاوز عمرها آنذاك بضعة أشهر، كان الأمير محمد بن نايف ينظر إليها بأبوة حانية ويسأل عنها والدموع تنهمر من عينيه. هذه الطفلة تدعى "هيابة" تجاوز عمرها الآن 12 عاما، وما زالت أبوة الأمير محمد بن نايف ترعاها، ويتفقد حالها ويكرمها في محافل رسمية وشعبية. ويجسد هذا المشهد ما حظي به شهداء الواجب من رعاية واهتمام ولي العهد الذي حرص على إنشاء مكتب لرعاية أسرهم والمصابين من رجال وزارة الداخلية عام 1425، وذلك لتوفير كل متطلبات هذه الأسر ورعايتها، والتواصل معها بشكل مستمر. وقام المكتب بتنظيم رحلات حج لأسر شهداء الواجب، وقبل أيام دشن ولي العهد اللوحة الإلكترونية الخاصة بشهداء الواجب. وبعد أيام من انطلاقة الشرارة الأولى للعمليات الإرهابية في المملكة عام 2003، رصدت إحدى الدوريات الأمنية على بعد 10 كيلومترات شمال شرقي مدينة تربة (180 كلم شمال حائل)، سيارة يستقلها شخصان متوقفة على جانب الطريق بعد الاشتباه فيها، وعندما طلب رجال الأمن من السائق إثبات هويته فر هاربا، وتبين أنه يوسف العييري زعيم تنظيم القاعدة في المملكة وقتها، فقام رجال الأمن بمطاردته، حيث سلك طريقا صحراويا، وأثناء المطاردة قام الإرهابيون بإلقاء قنبلة يدوية على رجال الأمن، ما نتج عنه استشهاد الجندي أول درداح بن وقاع الشمري "والد هيابة"، والجندي سعود بن عبدالله الشمري. وبعد يوم من الحادثة، قام الأمير محمد بن نايف بزيارة أسرة الشهيد درداح، مقدما لها الدعم المعنوي والمالي. كما نذر نفسه بأن يكون قريبا من أسر شهداء الواجب، مذللا لهم كل الصعاب التي تواجههم. ونتيجة لذلك الحادث الإرهابي، تيتمت "هيابة" وحيدة الشهيد درداح الشمري، فيما لا يزال مشهد الأمير محمد بن نايف وهو يحتضنها والدموع تنهمر من عينيه، عالقا في أذهان المجتمع المحلي.