أخمدت السعودية الإرهاب بعدما اجتثته من منابعه الموبوءة فكريا وعقديا، حتى صارت تشكل في نظر الإرهابيين عقدة أخذت مع الوقت تتولد من الكبت وتصبح ذات وجود حقيقي. هكذا يصف المختصون في «علم النفس» مفهوم «العقدة» التي بات الإرهابيون يتقاسمونها مع نظرائهم ملالي إيران أصحاب الدسائس المتخصصين في المشاريع التخريبية. ولأن المملكة استطاعت خلال العقدين الماضيين أن تنقل مستوى المعركة مع الإرهاب وداعميه من الدفاع إلى الهجوم؛ أصيبت إيران معقل الإرهاب وحاميته في مقتل؛ لأن التصرفات السعودية الميدانية كانت تقوم على مبدأ «كلما ظهر لإيران قرن تم كسره». وأكثر ما تخشاه إيران في المرحلة الحالية والمقبلة حجم خسائرها الميدانية في الكثير من المواقع التي تشهد مواجهات مباشرة بينها وبين المملكة في وقتٍ لم تعتمد الأخيرة فيه بعد على أسلوب التدخل عبر «الخلايا النائمة». وفي هذا الجانب، يؤكد عضو مجلس الشورى الدكتور صدقة فاضل أن السياسة السعودية اعتادت عدم التدخل في شؤون الآخرين وترفض في الوقت ذاته التدخل في شؤونها. واعتبر أن الضجة الإيرانية التي حدثت لا مبرر لها خاصة وأن أحكام القصاص والتعزير التي تمت أمس الأول في ال 47 إرهابيا تلبي تعاليم الشريعة، مضيفا: من يعترض على هذا الحكم فهو تلقائيا يعترض على أوامر الله التي أنزلها في شرعه الحنيف. وشدد على أن جميع من صدر في حقهم حكم قضائي، جاء على خلفية إجراءات نزيهة وقانونية أتت بعد القبض عليهم بالجرم المشهود وفقا للإجراءات المتبعة، مشيرا إلى كافة الاعترافات التفصيلية التي أدلوا بها أثناء التحقيقات معهم. ولأن المملكة تعد من أكثر دول العالم التي عانت من الإرهاب؛ فقد استطاعت أن تتحول إلى واحدة من أقوى الدفاعات العالمية بعدما شهدت دول كبرى لها بذلك.