منذ بداية عملية «عاصفة الحزم» حتى عملية «إعادة الأمل» وقيادة المملكة العربية السعودية لأكبر تحالف عربي للحوار الذي أراده الحوثيون وفلول صالح.. والفضاء يدوي بصراخ أنصار الفرس وأبواق العملاء ومحللي «الدولار». هى الضربة التى جاءت فى وقتها بعد أن نفدت جميع الحلول والوساطات وكسبت شرعيتها بشكل أذهل الداعمين لمجموعة ميليشيات روعت البلاد والعباد وأثلج صدور أبناء اليمن الشرفاء. مثمنين ذلك ل «ملك الحزم». من الطبيعي أن يكون الصراخ على قدر الألم ومن الطبيعي أن تكون ميليشيات مقتل الاطفال والنساء والشيوخ هى المادة التى تدغدغ قلوب العامة، ولا أدري أين كان الأطفال والنساء والشيوخ أيام كان الحوثي يدخل القرى ويتركها من خلفه محروقة! وهُم يعلمون أن الضربات كانت دقيقة وقوية ومدروسة لمناطق تتكدس فيها الاسلحة. يبدو ان طهران قد فوجئت بعاصفة الحزم التي كشفت فشلا ذريعا لمخابراتها ووجهت لها صفعة قوية وظهر الارتباك الايراني في تصريحات المسؤولين الايرانيين. أفاقوا على عاصفة الحزم التي اجتثت عصاباتهم الحوثية في اليمن وقضت مضاجعهم وخيبت مشروعهم التوسعي الذي عملوا على تنفيذه طيلة أربعة عقود وأنفقوا خلاله المليارات من قوت شعوبهم وهم يحيكون المؤامرات ويشترون ولاء العصابات الارهابية في العالم العربي. التمثيليات التي يروج لها الإعلام الحوثي ومن خلفه الإيراني وصلت إلى اللامعقول، خصوصاً مع دخول وسائل التواصل الاجتماعي التي يمكن من خلالها أن يكذب الرجل كذبة فتبلغ الآفاق، حتى وصل بهم الحال لاستخدام صور قصف المدنيين في سورية من قبل نظام الأسد- المدعوم من إيران نفسها- والترويج إلى أنها «آثار العدوان السعودي الأميركي على اليمن» وصوروا قتلاهم من عرب الاحواز على أنهم مدنيون فى أسواق عدن! ولأن ذاكرة جوجل لا تنسى بسرعة، تم فضح كثير من الكذب الإعلامي الإيراني الحوثي. إعلامنا بمختلف قنواته كان على قدر الحدث واستطاع أن يواكب بكل صدق واقتدار كتابا ومحللين ودعاة وحتى مغردوين يتحدثون عن العاصفة مستوعبين أهدافها ومسبباتها ونتائجها وكانوا أنداداً للابواق المستأجرة والقنوات الموبوءة. أخيراً: آن الأوان أن تدخل اليمن فى مكانها الطبيعي ضمن منظومة دول التعاون الخليجي، وهو أمر متوقع بعد انفراد «دولة الفتن» بها مستغلين ظروفها الاقتصادية والتنموية الصعبة. والله المستعان.