لم أتفاجأ بقرار المحكمة الجزائية المتخصصة في جدة - قبل أيام - ، عندما قضت بالسجن بحق متهم لمدة 11 عاماً ، ومنعه من السفر لمدة مماثلة ، بعدما أُدين بتستُّره على معرفة إرسال إيران مدرباً لداخل السعودية ؛ لتدريب الشباب على القتال. - وبالتأكيد - لم يكن هذا الإرسال إلاّ بإذن استخباراتها ؛ ولأنّ هكذا سلوك مشين تمارسه إيران ضد السعودية، يأتي من أجل خلق قوة ضغط تابعة لها في صراعها مع السعودية، وإرباك الوضع العام - من خلال - استدراج الأمن إلى المواجهة، وهو ما يعني بكل وضوح، تغليب لغة التآمر، وأسلوب المقامرة على لغة المصالح، والعمل على استمرار التوتر بين البلدين. لإيران دول، وتنظيمات مؤثرة في الواقع الإقليمي، الأمر الذي قد يمكنها من الحصول على ثمن استراتيجي للدور التخريبي، الذي تلعبه إيران في المنطقة، والعمل على تحقيق أطماعها التوسعية الهادفة إلى الهيمنة على مقدرات المنطقة. فالرؤية التصادمية تلقي بظلالها على الواقع، وذلك بما تحمله الأيديولوجية الإيرانية من تطلّعات، تستبطن عناصر التهديد لدول الخليج العربي ؛ وليصبح خيارها الاستراتيجي في المرحلة القادمة، هو عنصر المواجهة على مستوى الأمن الإقليمي. لا تزال إيران تعيش في طرفي نقيض في علاقاتها مع دول الجوار، ونظراً للتضارب الأيديولوجي السياسي والأمني، وغياب الثقة نحو أدوارها المشبوهة، فإنّ عامل تأزيم العلاقة مع الأطراف، يحكمها رؤية إيران لنفوذها التوسعي، وطموحها الاستعماري، وهو ما سيجعل العلاقات بينها، وبين دول الخليج العربي تصاب بانتكاسة تلو انتكاسة ؛ بسبب انعكاس العامل الدولي لإيران على الوضع الإقليمي. التصدي لاعتداءات إيران، والوقوف أمام أدوارها التخريبية الإرهابية في المنطقة، وحيلولتها دون استرخاء العلاقات، وتطورها، يستوجب إفشال هذه المؤامرة، والتصدي لها، - خصوصاً - وأنّ السعودية لديها من القدرات، والإمكانات التي تستطيع - من خلالها - تلقين إيران درساً استراتيجياً قاسياً، - لاسيما - وأنّ رؤية المملكة تقوم على الاستيعاب، والتطلع المجتمعي العربي الحافل بالنظرة الإيجابية تجاه معالجة الأحداث على أرض الواقع.