لم تتردد وزارة التعليم في تحويل نمطية التدريس في فصولها إلى أي واقع آخر، يمكن معلميها من التميز، بما ينعكس على المخرجات المتمثلة في الطلاب، ليتسلحوا بالقدرة على المنافسة. ولجأت الوزارة للتجربة اليابانية التي تميزت على الصعيد العالمي، لتستنسخها في المدارس، معلنة أنها ستخضع معلمي الرياضيات والعلوم والعربية للممارسات التعليمية اليابانية، «التي أثبتت نجاحها خلال 50 عاما من التجربة، في تحسين الممارسات التعليمية من خلال تمكن مجتمع المدرسة من ممارسة التطوير المهني المستدام والتدريب والتعلم المستمر». وأكدت الوزارة أنه «سيخضع للمشروع معلمو ومعلمات العلوم والرياضيات واللغة العربية في عدد محدود من المدارس في المرحلة الابتدائية في كل منطقة، التي تنطبق عليها مواصفات ومعايير محددة، مثل تكامل التجهيزات التقنية والمكتبية والإلكترونية مع تدريب المعلمين والمعلمات على البحث الإجرائي داخل الميدان».وأكملت إدارات التعليم في المناطق والمحافظات استعدادات انطلاق مشروع التطوير المهني للمعلمين والمعلمات من خلال منحى بحث الدرس «التجربة اليابانية» بإشراف وزارة التعليم، بهدف تطوير النظام التعليمي باستثمار تطوير المعلمين والمعلمات مهنيا، باعتبارهم المحرك الأساسي للعملية التعليمية لمواجهة تيار الثورة المعرفية والتقنية ومجتمعات المعرفة، لضمان رفع مستوى أداء وتنمية الممارسات التدريسية في مدارس التعليم العام لترتقي لمستوى الإبداع والتميز في ظل تيار الثورة المعرفية والتقنية ومجتمعات المعرفة، وذلك بداية الفصل الدراسي الثاني. وبحسب خبير فريق وزارة التعليم المشرف على تطبيق المشروع في منطقة حائل ماشي الشمري، الذي عقد اجتماعا لبدء التنفيذ مع القيادات التعليمية أمس الأول، فإن «فكرة المشروع تمكن مجتمع المدرسة من ممارسة التطوير المهني المستدام والتدريب والتعلم المستمر فيها من خلال أحد النماذج العالمية في هذا الشأن، وهو المنحى الياباني، حيث أثبتت العديد من الدراسات، ومنها دراسة تيمز الثالثة، التي أجريت في العام 1995، وكانت عبارة عن ملاحظة لعملية التدريس في المدارس الأمريكية والألمانية واليابانية، وقامت الدراسة بتصوير فيديوهات لآلاف المقاطع والحصص للمعلمين في الدول الثلاث وبحثها وتحليلها بغرض الوصول لأسباب تفوق التدريس في اليابان، وتوصلت الدراسة إلى أن السبب الرئيسي هو نموذج التطوير المهني الذي تتبناه المدارس في اليابان، وهو العمل الجماعي من خلال تطبيق نموذج بحث الدرس «Lesson Study». وشدد الشمري على دور المشرف التربوي، حيث يمثل عاملا مهما في تطبيق التطوير المهني، وهو الخبير في المحتوى المعرفي من جهة والميسر لعمل فرق التعلم مع المعلمين من جهة أخرى.