ما أصعب أن تكون محققا في قضية اغتصاب طفلة، فالصراخ انتاب طفلة عندما أدخل المحققون عليها أربعينيا متهما باغتصابها لمواجهة الضحية، ما جعل المحققين يخرجونه فورا مراعاة لحال الطفلة التي تعاني من انعكاسات نفسية جراء تلك الجريمة النكراء التي تعرضت لها أخيرا. المحقق أخرج المتهم الأربعيني من أمام الطفلة التي لم تتجاوز ال11 من عمرها، مراعاة لمشاعرها، التي انهارت عند رؤيته، بيد أنه استكمل التحقيق مع أطراف القضية لينتهي بتسجيل لائحة اتهام تطالب بقتل المتهم نظرا لبشاعة جرمه المتمثل في خطف فتاة قاصر والاعتداء الجنسي عليها، معتبرا ما أقدم عليه الجاني انتهاكا «لحرمات المسلمين على سبيل الغلبة والقهر وضربا من ضروب الحرابة والإفساد في الأرض، مطالبا إثبات ما أسند إلى المتهم وإيقاع حد الحرابة في حين ما زال الحق الخاص قائما»، بحسب ما أكدته مصادر موثوقة ل«عكاظ». ووفقا للتحقيقات التي أنهتها هيئة التحقيق والادعاء العام، فقد كشفت مديرة مدرسة ابتدائية في جدة (تحتفظ الصحيفة باسمها) عن جريمة الاعتداء على الطفلة التي تعرضت للاغتصاب ثلاث مرات متفرقة من الجاني، وهو سائق حافلة يعمل لتوصيل الطالبات، وظلت الضحية خائفة أن تبلغ أسرتها. التحقيقات كشفت ذهاب «سائق الحافلة» المتهم، بضحيته إلى بيت شعبي في حي الكندرة (وسط جدة) ليغتصبها، وسط تهديدات منه من أن تبلغ الطفلة أحدا بالجريمة، إلا أن مديرة المدرسة لاحظت على الطالبة حالة من الارتباك والرعب لتكتشف الجريمة، حيث أدلت الضحية بالواقعة للمديرة وقالت لها إن السائق سبق أن مارس ذات الفعل معها مرتين ولم تبلغ أسرتها لخوفها من العقاب. وعقب تسجيل البلاغ، قبضت المباحث الجنائية على المتهم، وتولت دائرة العرض والأخلاق التحقيق مع المتهم وحصلت هيئة التحقيق والادعاء العام على تحاليل مخبرية من قبل الأدلة الجنائية التي حللت مسرح الجريمة وحصلت على عينات من دم المتهم والضحية وانتهت بتقرير لتحديد الأنماط الوراثية من خلال الحمض النووي ليؤكد تورط المتهم في فعلته الشنيعة. ودونت هيئة التحقيق والادعاء العام في جدة جميع الوقائع وأقوال الضحية والتقارير المخبرية والجنائية وانتهت إلى توجيه الاتهام إلى المدعى عليه (سائق الحافلة) بخطف فتاة قاصر واغتصابها، فيما بينت مصادر أن على المتهم سابقة انتحال صفة الغير وعوقب بالسجن والجلد والإبعاد.