بلغ جنون العظمة الكاذبة والمخادعة، والتربع على عرش سفك الدماء مداه لدى زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي، مافتئ يرمي الاتهامات جزافا هنا وهناك، ويتهدد ويتوعد تارة أخرى، بأن يكون نهر الدماء في كل مكان. كان يلقب سابقا بأمير ما يسمى «بدولة العراق الإسلامي» وقام بإعلان الوحدة بين ما يسمى ب «دولة العراق الإسلامية» تحت مسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المزعومة. البغدادي وفقا لوزارة الداخلية العراقية هو إبراهيم عواد السامرائي ويلقب بأبي دعاء فيما يعتقد أن اسمه عوض بن إبراهيم البدري ولد في سامراء عام 1971 وتذكر «مواقع جهادية» أنه حصل على شهادة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية من جامعة بغداد. في أكتوبر عام 2006 ضربت طائرة أمريكية مخبأ يعتقد أنه للمسلحين بالقرب من الحدود السورية في محاولة لقتل البغدادي، في ذلك الوقت كان يعرف بأنه شخص بارز في تنظيم «القاعدة» في العراق. ورغم تقرير الاستخبارات الذي يفيد بأن الرجل كان موجودا في ذلك المخبأ وقت تنفيذ الهجوم، إلا أنه لم يتم العثور على جثته، وفي النهاية تبين أنه لم يقتل في ذلك الهجوم. وكشفت صحيفة «ديلي بيس» الأمريكية أن البغدادي الذي كان معتقلا في قاعدة أمريكية بالعراق لسنوات طويلة قال لسجانيه لحظة وداعهم وإطلاق سراحه في عام 2009: «نراكم في نيويورك». ونقلت الصحيفة عن الجنرال كينيث كينج أنه يتذكر ما قاله البغدادي لحظة مغادرته السجن عندما قال: «أراكم في نيويورك يا شباب»، وحينها لم يأخذ الجنرال كينج هاتين الكلمتين على محمل الجد ليكتشف الآن بأن البغدادي كان يعني ما يقول وأنه كان خارجا من السجن لمواصلة القتال. ويقول كينج إنه لم يكن يتخيل أنه خلال أقل من خمس سنوات فقط سيجد أن البغدادي يتصدر وسائل الإعلام وتقارير الأخبار، ويتابع: «أنا لست متفاجئا أن يكون هذا الرجل أمضى الكثير من وقته في مخيم اعتقال بوكا لكنني متفاجئ أنه ذاته الذي كنت أراه»، ويؤكد أن «أسوأ السيئين كانوا محتجزين في مكان واحد لكن البغدادي لم يكن من بينهم». وانتهز البغدادي فرصة اندلاع الثورة وشكل «جبهة النصرة» التي أعلنت عن نفسها بسلسلة تفجيرات وباتت رقما هاما بها، لكنه أكد في أبريل 2011 في تسجيل صوتي أن «النصرة» هي امتداد لما يسمى «دولة العراق»، وأعلن توحيد اسمي «جبهة النصرة» و «دولة العراق الإسلامية» تحت اسم واحد وهو «داعش» وهو الاختصار لدولته المزعومة. ومع تزايد نفوذ الجولاني بسوريا، ورفضه فتوى دمج قواته تحت داعش شن حربا على «النصرة»، ما أدى إلى انفصاله عن «القاعدة» ووصفه الظواهري آنذاك بفتى «القاعدة» الخائن. الإرهابي البغدادي يتنقل من مكان إلى مكان، يعمل لمصلحة أنظمة الإرهاب والطائفية من دمشق إلى طهرانفبغداد، يتلحف بالإسلام.. وهو منه براء.. إرهابي من الطراز الأول، ذو ناصية كاذبة وتاريخ دموي عتيد.. ومهما استمر في إرهابه فإن اجتثاثه حتمي.. مها طال الزمن.