استعادت القوات العراقية أمس، السيطرة على الرمادي بعد سبعة أشهر من سقوطها في قبضة داعش في مايو الماضي. وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعماني: إن القوات الحكومية سيطرت على المجمع الحكومي آخر معقل للتنظيم، ما يعني هزيمته في الرمادي. مضيفا أن الخطوة القادمة ستكون تطهير الجيوب التي قد تكون هنا أو هناك في المدينة، وأكد أنه لا وجود على الإطلاق لمقاتلي داعش في الرمادي، بعد فرارهم من المجمع. من جانبه، أفاد رئيس مجلس قضاء الخالدية شرق الرمادي علي داود، أن مسلحي داعش اجبروا جميع الأسر التي تسكن في محيط المجمع الحكومي على مرافقة مقاتليهم الذين فروا باتجاه منطقة السجارية والصوفية وجويبة لاتخاذهم دروعا بشرية. وأشار إلى قيام عدد كبير من مسلحي داعش بحلق ذقونهم للتستر عند فرارهم مع المدنيين باتجاه مناطق شرق الرمادي. وتمكنت القوات العراقية في وقت سابق من تحرير منزل أمير عشائر الدليم ماجد عبد الرزاق العلي، الذي يقع على بعد أقل من 300 متر من المجمع. وقالت مصادر عراقية متطابقة إن أزمة حادة نشبت بين رئيس الوزراء حيدر العبادي والأمين العام لمنظمة بدر رئيس الحشد الشعبي هادي العامري خلال الاجتماع العاصف الذي جرى بينهما الليلة قبل الماضية. وأكدت المصادر ل «عكاظ» أن العامري رفض كل التبريرات التي ساقها العبادي لاستثناء الحشد الشعبي من معركة تحرير الرمادي، واصفا ما جرى ب «مؤامرة» تعرض لها الحشد. وقالت إن رئيس الوزراء حاول إقناع العامري أن الضرورة العسكرية والأمنية هي من فرضت عليه استثناء الحشد من معركة الرمادي خوفا من اشتعال فتنة طائفية، كاشفا تدخل بعض الأطراف العربية والإقليمية والدولية لضمان انتهاء المعركة دون أي صدامات بين السنة والشيعة في المدينة. ولفتت المصادر إلى أن العامري رفض تبريرات العبادي، معتبرا أن الحشد الشعبي له الفضل في قهر تنظيم «داعش» وأن الاتهامات الطائفية التي تعرض لها الحشد لا أساس لها من الصحة، معتبرا أن استثناء الحشد كان مؤامرة من القوى السنية التي طلبت من بعض الدول التدخل، مستغربا استجابة الحكومة العراقية لهذه الضغوطات والسماح للآخرين بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. وأشارت المصادر إلى أن العبادي حاول تطمين العامري أن الموقف الحكومي من الحشد الشعبي لم يتغير وأنه سيكون الأساس في معركة تحرير الموصل ولن يتم إبعاده عن المعركة، معتبرا أن ما جرى في معركة الرمادي له ضرورات سياسية وأمنية، مبينة أن العامري أكد لرئيس الوزراء أن الحكومة ساهمت في المؤامرة على الحشد وأن الأمر لن يتم السكوت عنه. وقالت المصادر إن العامري غادر مكتب العبادي قبل انتهاء الاجتماع فيما أصدر مكتب رئيس الوزراء بيانا أكد فيه أن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي استقبل في مكتبه هادي العامري، مبينا أنه جرى خلال اللقاء بحث سير المعارك مع عصابات داعش الإرهابية والانتصارات المتحققة في الرمادي والخطط المستقبلية لتحرير كل شبر من أرض العراق، إضافة إلى عدد من المواضيع التي تهم البلد.