تروج قنوات إعلامية محسوبة على إيران والرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح مزاعم مليشيات جماعة الحوثي بأنها احتلت قرى ومدنا سعودية، الأمر الذي يثير سخرية المراقبين العسكريين والمواطنين والمقيمين في المناطق الحدودية مع اليمن، لأنه أمر يجافي الواقع تماما. ورصدت «عكاظ» آراء عدد من الضباط في الجيش السعودي الذين وصفوا تلك المزاعم بالأكاذيب التي لا يقبلها العقل، والتي تهدف إلى زيادة الوهم في عقول عناصر المليشيات الحوثية وأتباع الرئيس اليمني المخلوع الذين منيوا بهزائم متلاحقة وتم صدهم عن الحدود الجنوبية السعودية. وأكد العقيد ناصر الدوسري ل«عكاظ» أن هذه المزاعم السخيفة، التي يروج لها الحوثيون وأنصارهم، لن تؤثر مطلقا في روح ومعنويات جنودنا المرتفعة، المتحفزين لتحقيق النصر أو الشهادة. وأضاف أن هذه المزاعم بعيدة كل البعد عن الواقع، وأن حدودنا آمنة مطمئنة، ولن تزعزعها هذه «الخزعبلات» التي يروج لها الحوثيون. ويؤكد المقدم بدر البلوي، أن من الطبيعي أن يروج الأعداء في وقت الحرب الإشاعات، إلا أن ما يروج له الحوثيون يثير السخرية، إذ زعموا احتلالهم مدنا وقرى سعودية، وهو أمر لا يصدقه العقل. وقال: ربما كان لوقع الهزائم التي مني بها الحوثيون تأثير كبير، دفع بهم لترويج هذه المزاعم المضحكة، لكن الحوثيين سيذهبون في نهاية المطاف إلى غير رجعة، ومعهم هذه المزاعم والأكاذيب التي لا يصدقها أحد سوى أجهزة الإعلام الإيرانية الحاقدة على السعودية التي تصدت ببسالة لعملاء طهران في اليمن. وتساءل الرائد بندر الدويش: أين هي المواقع التي يقول الحوثيون إنهم يسيطرون عليها؟، ولماذا لا يصورونها في تقاريرهم الإعلامية الكاذبة؟. وأضاف: ربما يعتقد الحوثيون أن قصفهم لقرى ومدن السعودية احتلال لها، وهذه مغالطة كبيرة مجافية للحقيقة، لا سيما أن المليشيات الحوثية لا تلبث أن تهرب من مواقعها بعد كل عملية قصف تقوم بها. وزاد: باعتباري أحد منسوبي القوات المسلحة السعودية أؤكد أننا نسيطر على كل شبر من أرض وطننا الغالي، ودونه أرواحنا، ولن يستطيع الحوثيون ولا غيرهم أن ينالوا من وطننا ونحن أبناؤه الذين عاهدوا الله على حمايته، وحماية مقدساته. وأبدى المواطنون في المناطق الحدودية، دهشتهم من جرأة الإعلام المأجور على ترويج إشاعات سقوط عدد من المواقع والمدن الحدودية تحت سيطرة الحوثيين. وتساءلوا: إذا كان ذلك صحيحا فأين نحن من كل ذلك؟ ولماذا لم نر الحوثيين يصولون في مدننا وقرانا؟!. وقال علي خواجة من منسوبي حرس الحدود: أزور كثيرا نقاط الرقابة المتقدمة على الحدود، ولا أرى ما يثير الريبة والحذر، باستثناء بعض المواقع التي تنشط فيها قواتنا المسلحة بالرد على أي قصف أو إطلاق نار يقوم به الحوثيون. وأضاف: معظم مراكزنا الحدودية تنعم بالاستقرار والهدوء، ولم تسجل فيها أي محاولات للتهريب منذ وقت طويل. ومن المثير للسخرية أن يروج الحوثيون ما لا يصدقونه هم أنفسهم، قبل أن يصدقه الآخرون. الوعي الثقافي ويرى العميد فهد الشمري أن تدني المستوى العلمي والمعرفي للعناصر الحوثية، قد يكون السبب في الترويج لمثل هذه الترهات التي تتحدث عن احتلال مليشياتهم مدنا ومناطق سعودية، وهو ما لا يجيزه عقل ولا منطق حتى لو كان ذلك من باب رفع المعنويات. وقال: من خلال تفقدي عددا من الأسرى الحوثيين وحديثي معهم، وجدت أن غالبيتهم من الأطفال والمراهقين الذين غرر بهم، وتم دفعهم لحمل السلاح. كما وجدت أيضا أن منهم من يؤمن باعتقادات خاطئة في شأن الدين، كأن يعتقد بأن اجتياز حدودنا سيدخله الجنة. وأضاف: مثل هذه الاعتقادات تكشف مدى ضحالة ثقافة عناصر المليشيات الحوثية، وهو إشكال مزمن في صفوفها يتطلب الكثير من الجهود لمعالجته، وأول تلك الجهود يتمثل في إعادة الاستقرار في اليمن ومن ثم دعم التعليم والتنمية اليمنية.