لم يدر بخلد سالمة حزاب العتيبي المرشحة الوحيدة التي حصدت أغلبية الأصوات النسائية في دائرتها بقرية المدركة (شمال شرقي مكةالمكرمة)، أن تكون هي الفائزة الوحيدة من بين 38 مرشحة على مستوى العاصمة المقدسة، إذ تمكنت من الفوز بالحصول على 48 صوتا نسائيا. سالمة العتيبي التي عملت في قطاع التعليم بمناطق متفرقة من المملكة، استقر بها الحال في قريتها «مدركة» منذ أربعة أعوام، وتقول إنه كان يتنافس في دائرتها سبعة رجال وامرأتان للانتخابات البلدية، مبينة أن رغبتها في الترشح تحسين أوضاع قريتها التي تعاني من نقص في الخدمات، والسعي لتحقيق مطالب الأهالي بتوفير المشاريع الخدمية والتنموية، كانت سببا في ترشحها للانتخابات بدورتها الثالثة. وتضيف سالمة (أم لثلاثة أبناء) أنها قدمت 25 مقترحا ضمن برنامجها الانتخابي كاستغلال مساحة الاراضي الشاسعة في قريتها بإنشاء قرية سياحية ترفيهية متكاملة؛ لتخدم أهالي القرية وتجذب سكان القرى والمناطق المجاورة لزيارتها. ولعل وفاة ابنها جراء حادث مروري بعد أن كان عائدا من «الكلية التقنية» في الطائف إلى قريتهم، جعلت من سالمة مصرة على تقديم وعد انتخابي يقضي بالمطالبة بإنشاء فرع لكلية التربية في القرية لخدمة أبنائها وبناتها الطلاب والطالبات «الذين يقضون جل وقتهم في رحلة الذهاب والإياب اليومية لطلب العلم ما أثر على مستوى تحصيلهم العلمي وجعلهم عرضة لمخاطر الطريق». كما تطمح -بحسب تصريحات أدلت بها ل«عكاظ»- إلى إنشاء مركز لغسيل الكلى وسفلتة الطرق ووضع مسارين لسلامة مرتادي الطريق، إضافة إلى مركز للإسعاف والهلال الأحمر والتوسع في الخدمات البنكية بإيجاد فروع لبنوك وتوفير مكائن للصراف الآلي بدلا من اكتظاظ الاهالي حول المكينة الوحيدة المتوفرة في القرية يوم إيداع الرواتب. وترى سالمة الأم لطالب ملتحق بإحدى الدورات العسكرية في العاصمة، وآخر يدرس في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، أن مشاركة المرأة في عضوية المجلس البلدي من العناصر التي تجسد حرص واهتمام الدولة بتفعيل دور المجلس وتمكينه من المشاركة الفاعلة في التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد. وتعتقد العتيبي أن الانتخابات اعتراف بالمرأة كشريك أساسي في صنع القرار وتحقيق التنمية في البلد الى جوار شقيقها الرجل، لافتا إلى أن المرأة قادرة على تحمل هذه المسؤولية والتفاني في خدمة وطنها للمضي به نحو الافضل. وترى المرشحة شادية جنبي أن ضعف الاقبال على الانتخابات تأثر بالفتاوى التي بثها بعض المحتسبين في عدد من المدن بتحريم التصويت للمرأة، لافتة إلى أن جتياز سيدات لهذا المعترك ودخولهن سدة المجلس البلدي يعد انتصارا للمرأة. وقالت المرشحة عن الدائرة الخامسة في مكةالمكرمة الدكتورة وفاء محضر التي لم تفز في الانتخابات بدورتها الثالثة ل«عكاظ» إنه على كل مرشحة أن تفخر بالإنجاز الذي قدمته من خلال دخولها هذا المعترك والصمود في وجه التحديات التي واجهتهن وعرقلت مسيرة البعض منهن «إلا أنهن صمدن وأكملن المسيرة برغم مشاغلهن وواجباتهن الاسرية العملية والاجتماعية». وتضيف: «فليس الفوز فقط هو معيار الافضلية بينهن في قناعتي بل ما قمن به للوصول إلى هذه المرحلة هو دليل قاطع على قوة المرأة السعودية وجاهزيتها في المشاركة في صنع القرار وخدمة الوطن وخسارتنا في هذا الدورة منحتنا دافعا قويا لخوض التجربة من جديد في الدورة المقبلة والاستفادة من الاخطاء التي دونتها المرشحات ليتم تفاديها في الدورة المقبلة». ويبقى فوز السيدة السعودية في الانتخابات البلدية مثار تساؤلات بعد أن كان كثير من المراقبين يرون صعوبة أن تحوز امرأة «مقعدا بلديا»، في ظل المقارنة بانتخابات مجالس الغرف التجارية في عدد من المناطق.