لا أتوقع ولا أتمنى أن يستفز العنوان أحبتي جمهور الهلال الحبيب فيعتبرونه للوهلة الأولى امتدادا للتنمر الذي مورس ضدهم بعد نهائي كأس آسيا الشهير مع فريق سدني الأسترالي، فهم يعلمون جيدا أنني لا أؤيد هذا التنمر أو ما سمي حديثا ب(الطقطقة)، وإن كنت أجد بعض طرائفه نوعا من أنواع الترفيه الجميل المريح للأنفس التي غلب عليها مؤخرا التوتر والشحن في كل المجالات وليس رياضيا فقط، ومع أنني لا أتوقع ولا أتمنى إلا أنني لا بد أن أنوه فالحساسية لدى جمهور كرة القدم مفرطة جدا، لكنها لن تصل أبدا لحساسية الموضوع الذي أشكر جزيل الشكر الملحقية الثقافية السعودية في أستراليا أن نبهت المبتعثين لخطورته. الملحقية مستمرة عبر حسابها في (تويتر) في تنبيه الطلبة المبتعثين إلى أستراليا لعدة إرشادات هامة وخطيرة عن ممارسات يجب تجنبها، ومن بين تلك التنبيهات إيضاح مفهوم الاعتداء والتحرش الجنسي في أستراليا، وقد ركزت صحف السعودية أمس الأول على التحذير من اعتبار التحديق في المرأة في أستراليا يعتبر من أشكال التحرش الجنسي، حيث ذكرت الإرشادات نصا (يدخل في تعريف التحرش الجنسي أي تصرف ذي إيحاء غير مرحب به من الطرف الآخر، ويشكل مضايقة أو إهانة له، مثل: اللمس، وتحديق النظر، والدعوات المتكررة للخروج لموعد وإرسال صورة مخلة). لا اعتراض مطلقا على تلك الإرشادات بل تستحق إشادة ومطالبة بالاقتداء من قبل ملحقيات في دول أخرى وقع الطلاب فيها في محضورات لم يتم تنبيههم لها ودفعوا بسببها سنوات من أعمارهم في حجر السجون بدلا من فصول الدراسة، لكن ما يقلقني حقا هو حساسية قوانين تلك الدول لأمور قد تخرج عن التحكم، وفي ذات الوقت إصرارهم على عدم تلافي حدوثها من الطرف الآخر، فهم يريدون حرية تعر فاضح ولا يؤيدون حرية نظر شاب إليه! أو التحديق فيه! تماما كمن يلقي بنفسه في طريق شاحنة مندفعة ولا يريدها أن تدهسه!، أيضا أرجو أن لا يساء فهمي والاعتقاد بأنني أؤيد النظرات الوقحة فالعفاف مطلب. قلقي الأكبر هو على أشخاص لديهم طبيعة بشرية نفسية شائعة وأعني من إذا كان مهموما أو أشغله (الهوجاس) أصبح يحدق فيما أمامه دون قصد، هل يستحق السجن بتهمة التحرش مع أنه (ما جاب خبر الأسترالية) ويفكر في خطيبته السعودية ويحمد الله على ما أنعم به الله عليها من ستر!. أزيدكم من الشعر بيت، أعرف صديقا حميما إذا (هوجس) عبث بأنفه وحدق في من أمامه وسرح لأكثر من ساعة! هذا أنصحه بعدم الابتعاث بل بأن يدرس منازل.