تبذل المملكة جهودا سياسية من أجل بلورة موقف موحد للمعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، ومن هذا المنطلق تجتمع المعارضة السورية في الرياض يومي الثلاثاء والأربعاء بعد أن تلقت معظم الأطراف الدعوات لحضور المؤتمر، فيما علمت «عكاظ» أن حزب الاتحاد الديمقراطي pyd الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب الكردية ypg أبرز الغائبين عن هذا اللقاء الموسع. وقال مسؤول العلاقات الدبلوماسية للحزب في أوروبا ل «عكاظ» إنه حتى الآن لم يتلق حزب الاتحاد الدعوة لحضور مؤتمر الرياض، في الوقت الذي يسعى فيه الحزب لإنهاء الصراع في سوريا. وفي السياق ذاته، قالت مصادر «عكاظ» إن الائتلاف الوطني السوري رفض بشكل قاطع حضور pyd باعتباره منظمة إرهابية ساهمت في تهجير العرب والأقليات في الشمال السوري وتقيم كانتونا خارجا عن الحالة الثورية السورية. معتبرا أن هذه القوة العسكرية الكردية مرتبطة بالنظام وتنسق مع الجانب الروسي الذي يشن حربا على الشعب السوري. ووجهت المملكة دعوات إلى تكتلات سياسية فاعلة، من بينها هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطية ما يسمى بمعارضة الداخل، فيما دعت إلى المؤتمر شخصيات سياسية مستقلة من بينها، رئيس الحكومة المنشق الدكتور رياض حجاب والوزير السابق رياض نعسان آغا ورجل الأعمال أيمن الأصفري وشخصيات اجتماعية نافذة بهدف جمع أكبر قدر ممكن من ممثلي الشعب السوري على المستويات كافة. وكذلك الأمر بالنسبة للقيادات العسكرية، إذ حرصت المملكة على تمثيل كل القوى المعتدلة المقاتلة على الأرض، حيث أشارت مصادر «عكاظ» إلى أن هناك أكثر من 14 فصيلا عسكريا يشارك في هذا المؤتمر. من جهته، رأى عضو الائتلاف سمير نشار في تصريح ل «عكاظ» أن حضور هذا الطيف الواسع من المجتمع السوري والقوى السياسية يمنح المؤتمر فرصة أكبر للنجاح، مشيرا إلى أن المعارضة تعمل وبكل جدية على توحيد الصف والعمل على إعادة ترتيب العمل السياسي والعسكري. أما الدكتور عبدالباسط سيدا رئيس المجلس الوطني الأسبق، أوضح ل «عكاظ» أن المملكة هي الدولة الأكثر ثقة والمؤهلة لعقد مثل هذه المؤتمرات نظرا لدورها النزيه والداعم للثورة السورية، وعلاقاتها الدبلوماسية الواسعة، معتبرا أن المعارضة الآن في مرحلة مفصلية لرسم خطوط واضحة في مواجهة النظام سياسيا وعسكريا.