أظهر السباق الانتخابي بين مرشحي المجالس البلدية بعدا جديدا في الحملات الانتخابية بين جنسي المتسابقين، على مقاعد المجلس البلدي، في مختلف مدن ومحافظات المملكة. وبدا أن لغة الإناث في معترك الإعلان نأت كثيرا عن المباشرة في التسويق للمرشحات، اللائي جنحن إلى السجع اللغوي والتنوع اللوني واللغة الناعمة في اللوحات الدعائية، إلى جانب الطرح الرشيق والأفكار الجاذبة إلى برامجهن التي روجن لها بالغوص في التفاصيل أكثر من الخطوط العامة. فعلى سبيل المثال، فضلت الدكتورة لمى السليمان المرشحة عن المجلس البلدي في محافظة جدة، اللغة البيضاء الدارجة، ووضعت عبارة (والله نستاهل) شعارا لها، وحمل بعدا في الدعوة إلى الثقة بالمرشحات النساء إجمالا، والتأكيد على أنهن أهل لأصوات الناخبين. في حين أن المرشحة حصة العوفي سوقت لجملتها بلغة بسيطة تميل إلى السجع كالعديد من المرشحات وعنونت لحملتها بعبارة «في وطن المجد.. سأنجز الوعد». في المقابل، فإن المرشحين الذكور لم يألوا جهدا في التسويق عن أنفسهم، وفضلوا المباشرة والتقليدية في الحملات الانتخابية، ويبرز ذلك في اعتمادهم على الواقع السائد في المجتمع، الذي عادة ما ينحاز لهم ويمنح الذكور فرصة أكبر من الإناث في ذلك، واعتمدوا الطرح المباشر بشعارات مألوفة لم تخرج عن التقلدية إلا فيما ندر. ويبقى الفيصل في الحكم على أيهما أكثر إقناعا في الجانبين هو الناخب، الذي لا يهمه في كل ذلك إلا ما يقنعه بالتصويت وتصديق مضامين ما حملته تلك الشعارات.