قلل خبراء متخصصون بالشأن التركي من أهمية العقوبات الاقتصادية التي اتخذتها موسكو ضد أنقرة، مشيرين إلى أن الحلول البديلة متوفرة دوما لتركيا و«من غير المرجح أن تلجأ موسكو لإيذاء نفسها عبر قطع الغاز عن أنقرة». وقال الباحث السوري المتخصص بالشأن التركي عبدالقادر عبدللي «الإجراءات الاقتصادية الروسية المتخذة لن تؤثر كثيرا على الاقتصاد التركي، فقرار وقف استيراد اللحم الأبيض من تركيا سينفذ اعتبارا من بداية السنة المقبلة وربما تتحسن الأمور قبل ذلك التاريخ»، مشيرا إلى وقف حجوزات السياحة اللاحقة، «فإن الموسم السياحي شارف على الانتهاء، وبهذا المعنى سيكون التأثير طفيفا». وأضاف ل «عكاظ» إنه على صعيد تصدير الغاز، فقد أعلن نائب وزير الطاقة الروسي أن بلاده لن تقطع الغاز عن تركيا، ولكن هناك مشكلة بالسعر كانت قائمة بين تركياوروسيا قبل الأزمة، وهددت تركيا بإحالتها إلى التحكيم الدولي. فيما أكد الدكتور أحمد أوصال الباحث في معهد التفكير الاستراتيجي وأستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة مرمرة أن الحكومة التركية لا تسعى لتصعيد الأزمة «بعكس القيادة الروسية التي ترفع حدة خطابها لتخفيف الضغوط السياسية والاقتصادية في الداخل». وأضاف إن «الأتراك والروس لا يرغبون بالدخول في صدام مباشر على الأراضي السورية، فأنقرة تنسق حاليا مع واشنطن للقضاء على تنظيم داعش وتأمين حدودها، عبر دعم الجيش الحر والمعارضة المعتدلة». كما استبعد تورط روسيا في مواجهة عسكرية مع حلف «الناتو»، إلا في حال تكرار حوادث الاختراق (بشكل استفزازي) من قبل الجانب الروسي، مؤكدا أن الطرفين لا يرغبان بالتصعيد حاليا.