في وقت ينطلق المؤتمر الثاني للقياس والتقويم، الثلاثاء المقبل، أكد رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم الأمير الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري آل سعود، أن جائزة قياس للتميز البحثي والتطوير، التي يحصل عليها المركز للمرة الأولى خلال المؤتمر، تؤهله في منظومة المؤسسات والمراكز العالمية المهتمة بشأن البحث العلمي والتطوير في مجال القياس والتقويم، وهي أول جائزة متخصصة في بحوث وتطبيقات القياس والتقويم على المستوى العالمي. وأوضح ل«عكاظ» أن الحاجة لتنظيم مؤتمر دولي دوري يطرح ما يقوم به المركز من أعمال ومشاريع على المتخصصين في أنحاء العالم، برزت من خلال مسيرة المركز منذ عام 1422ه، والتي شهدت الكثير من النشاطات وإصدار المقاييس والدخول في مشاريع القياس والتقويم، وعلى ضوء الخطة الاستراتيجية للمركز. كيف ترون أهمية عقد المؤتمر الدولي للقياس والتقويم دوريا، والذي تأتي نسخته الثانية في هذا العام الثلاثاء المقبل؟ من خلال مسيرة المركز الوطني للقياس والتقويم منذ عام 1422ه والتي شهدت الكثير من النشاطات وإصدار المقاييس والدخول في مشاريع القياس والتقويم، وعلى ضوء الخطة الاستراتيجية للمركز فإن الحاجة والأهمية لتنظيم مؤتمر دولي وبشكل دوري بات مهما، وذلك لطرح ما يقوم به المركز من أعمال ومشاريع على المتخصصين في أنحاء العالم لكي يستفيد من خبرتهم وتجاربهم ويتم تقويم الجهود والممارسات المحلية في مجال القياس والتقويم ولكي يتم تأصيل العديد من القضايا تأصيلا علميا. وما أهمية موضوع المؤتمر الثاني المتمثل في «قياس نواتج التعلم»؟ تنبع أهمية قياس نواتج التعلم أولا من أهمية القياس، فما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته ومتابعته، فنحن قد نصمم البرامج ونضع الأهداف التعليمية للمقررات والبرامج والمراحل الدراسية، لكن في ضوء عدم وجود قياسات ومؤشرات توضح ما تم إنجازه وتحصيله من هذه البرامج، فمن الصعب الحكم على نجاح هذه الخطط والمناهج والبرامج. فقياسها يعطي البرهان على نجاحها من عدمه كما يوفر تغذية راجعة للمطورين والمهتمين لإبراز جوانب النقص والقصور والضعف لكي يتم تداركها والعمل على تلافيها، كما يتم تعزيز جوانب القوة ودعمها واستمرارها. وما هي أهم وأبرز التجارب العالمية التي ستطرح في المؤتمر؟ ستطرح بإذن الله التوجيهات المعاصرة والمستقبلية لقياس نواتج التعلم من منظور شامل، وكذلك تجربة الولاياتالمتحدةالأمريكية في مفهوم التطور المبني على الشواهد والدروس المستفادة من هذه التجربة، كما سيتم مناقشة التجربة العالمية في قياس نواتج التعلم لبرامج التعليم العالي (AHELO)، وعددا من التجارب والممارسات العالمية الخاصة بالأنظمة التعليمية والبرامج. لأول مرة سيمنح المركز خلال حفل افتتاح المؤتمر الدولي، جائزة قياس للتميز البحثي والتطوير ما تفاصيل الجائزة، وكيف ترى انعكاسها على دعم الحراك العلمي والتطبيقي العالمي في مجال القياس والتقويم؟ مع رؤية المركز التي نصت على أن يكون مرجعا عالميا في القياس والتقويم، فإن هذه الجائزة بإذن الله ستساهم في هذه الرؤية، وستضع المركز في منظومة المؤسسات والمراكز العالمية المهتمة بشأن البحث العلمي والتطوير في مجال القياس والتقويم، وبحسب علمنا فإن هذه أول جائزة متخصصة في بحوث وتطبيقات القياس والتقويم على المستوى العالمي. ولا شك أن المؤتمر بحد ذاته وتحكيم البحوث العلمية المقدمة لها وكذلك تحكيم الأعمال المقدمة للجائزة بمعايير علمية متجردة، يرفع من المستوى العلمي والمسؤولية المهنية بالمركز، كما أن الجائزة تدعم الحراك العلمي والتجارب والتطبيقات في مجال القياس والتقويم وتفتح نافذة على هذا الحراك العلمي للمساهمة فيه. ماذا حقق المركز في مجال نشر ثقافة القياس والتقويم وأهميته بين المتخصصين والمهتمين، وبين أفراد المجتمع؟ لاشك أن وجود المركز وما يقدمه من مقاييس مختلفة ساهم في نشر ثقافة القياس والتقويم في المجتمع، كما أن برامج المركز الموجهة والتي تستهدف رفع مستوى هذه الثقافة، قد أدت زيادتها وعززت المعرفة بأهميتها والفوائد المترتبة على وجودها والأضرار التي يمكن أن تحصل حال عدم وجودها. كما أن المركز كان له الدور الريادي في تداول مفاهيم ومصطلحات في القياس والقويم في أوساط المجتمع مما أدى إلى إيجاد ثقافة ساهمت في التعامل الصحيح مع المؤسسات المعنية بالتقويم. وما هي أبرز خطط المركز المستقبلية؟ يتطلع المركز في خطته المستقبلية إلى توسيع دائرة الكثير من الأعمال لتشمل جميع النواحي التعليمية والتنموية في بلادنا ولتكون المملكة رائدة في مجال القياس والتقويم والجودة، كما يضع المركز نصب عينية أهمية الأخذ بآخر ما توصل إليه العلم وقدمته التقنية لتطوير أعمالنا وتجديدها. الشراكات وراء نمو المركز رأسيا وأفقيا وصف رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم، الشراكات الاستراتيجية التي عقدها المركز مع الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة، تحقق رسالة المركز في تقديم الحلول الشاملة والمتكاملة لقياس المعارف والمهارات والقدرات وتقويمها بمنهجية علمية، إسهاما في تحقيق العدالة والجودة وتلبية للاحتياجات التنموية. وقال: لقد كان لهذه الشراكات دور في تنمية وتوسيع دائرة عمل المركز ونموه الرأسي والأفقي، وتجويد العمل واستقطاب الكوادر المتخصصة وتنميتها. وفي نفس الوقت ساهمت هذه الشراكات في إيجاد الحلول للمؤسسات والجهات في مجال جودة الكوادر وتأهيلها وفي دعم وتطوير التعليم ومراجعة البرامج. جوائز المتميزين عززت المنافسة في التعليم اعتبر الأمير الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري، توزيع المركز خلال حفل افتتاح المؤتمر الدولي الثاني، جائزة قياس للتميز في دورتها الرابعة، للطلاب والطالبات المتميزين، والمدارس، خطوة هامة لخلق التفاعل بين المتميزين، مبينا أن الجائزة أصبحت من الجوائز المعروفة والتي يتنافس الطلاب والمدارس للحصول عليها، ولقد ساهمت في رفع مستوى التنافس وفي تحفيز التميز بين أوساط الطلاب والمدارس، كما أن حصول بعض المدارس على وسام التميز، وهو استمرار المدرسة في التميز لثلاث سنوات متتالية أو أكثر، كان من العوامل التي جعلت المدارس الفائزة في سباق مستمر وجهد دؤوب للمحافظة على هذا المستوى كل عام. كما أن نظام الجائزة الذي يتيح للطلاب من جنسيات مختلفة ولأنواع المدارس من أهلية أو حكومية وأنواع البرامج المختلفة من علوم طبيعية وعلوم إنسانية، انعكس على توسيع دائرة المنافسة وأعطى الجميع فرصة المنافسة والفوز. معايير القبول الجامعي أبرز إنجازاتنا بعد 14 سنة من عمل المركز الوطني للقياس والتقويم، أكد رئيس المركز الأمير الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري آل سعود، تحقيق العديد من النتائج حتى الآن، والتي يفخر بها المركز من أهمها تأسيس وإدارة نظام لمعايير القبول الجامعي مبني على ترتيب المتقدمين من خريجي الثانوية في مستويات القدرات المعرفية والتحصيل العلمي وبما يتواءم مع أفضل الممارسات العالمية، رفع مستوى ثقافة القياس والتقويم لدى الأفراد والمؤسسات الحكومية والأهلية، كمدخل ومؤشر للجودة في كافة مستوياتها، تأسيس وإدارة عدد من المقاييس المهنية المبنية على تأصيل علمي للمعايير الخاصة بممارسة هذه المهن، ومن أهمها منظومة المعايير والمقاييس المهنية للمعلمين، خدمة المقاييس الخاصة بالكفايات اللغوية سواء العربية أو الإنجليزية لما لهذه المقاييس من أهمية في الحياة التعليمية أو المهنية، بالإضافة إلى التعاون مع عدد من الجهات العلمية والمهنية بتقديم الحلول الشاملة والمتكاملة في مجال المعايير والمقاييس المطلوبة والضرورية لعملها.