(وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به * ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم * ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا). جميل أن نتدبر القرآن، فهذه الآية الكريمة توضح صفة من صفات المنافقين الذين اشتغلوا بتداول الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي في عصرنا الحاضر، خاصة مع أحداث الأمطار في الأسبوع الماضي على محافظة جدة دون تقصي حقائقها ومعرفة ملابساتها، ولنفرض أنها حقيقة مؤلمة ومحزنة فهم يسعون في تداولهم لإثارة الرعب والقلق في نفوس الناس، بل وبث عبارات التشكيك في الجهات الحكومية وتجرأوا أيضا للإشارة إلى أسماء ومناصب موظفين قياديين لتشويه صورهم متجاهلين عملهم بأن تداولهم لهذه الأخبار له جانب سيئ وفيه إثارة للفتن. هذا لا يعني «التقوقع» في إطار معين، لكن يجب أن نعي ماذا نتداول؟ ومتى؟ وكيف؟ وإلى من نرسل؟ وما هدفنا من الإرسال؟.. فالمؤمن بطبعه يلزم السكينة والهدوء بالإيمان فيطمئن قلبه ونفسه بهذا النور الذي لا يذوق لذته المنافق، فإن جاءه خبر سار: يذيعه ويتداوله بعد التأكد من صحته فيبث الفرح والسرور في قلوب مستلمي رسالته، وإن جاءه خبر مُحزن: أوكل أمره إلى الله وانشغل بالدعاء لإخوانه وأخواته المتضررين ما لم يملك سواه، وإن كان يملك حلا: فليدلِ بدلوه ويعرف لمن يرسل حتى يتم علاج المشكلة من جذورها وتجنب إثارة الفتنة وتشويه صور البشر. هذا لا يعني الدفاع عن القياديين الذين تعرضت صورهم للتشويه بل يعني مدى ثقافة المتداول «الموصّلاتي» الذي يجب عليه أن يقارن أضرار عام 2009 وأمطار الأسبوع الماضي.. فأين مفاتيح الخير مغاليق الشر؟ هذا وقتكم.