من وسط أكوام الركام ومخلفات أعمال الهدم والإزالة، ارتفعت أصوات سكان حي العتيبية وسط العاصمة المقدسة لتطالب الجهات ذات العلاقة بالتحرك والنظر في الخروقات الكبيرة في حيهم على حد قولهم حيث تعايش الناس معها قبل أن تصبح خطرا محدقا بهم وبأطفالهم على مدار اليوم والساعة، حيث بقايا أكوام مخلفات الهدم والإزالة من مشروع يربط العتيبية بريع ذاخر. وأدى تدهور الحال إلى رحيل أغلب سكانه إلى أحياء أخرى. الأهالي أجمعوا على أن المتعهد لأعمال الإزالة حرص على جمع ورفع بعض مخلفات المباني الحديدية وترك تلالا من الرمال والصخور جاثمة على قلوب أهل الحي قبل أن تكون على الأرض. وذكر كل من مسفر المقاطي، سعد حضيض وصليح سعدي أن سكان العتيبية سكنتهم فرحة مرور عجلة البناء والتطوير بين منازلهم وركزت حركتها في الشوارع الخلفية للحي العتيق إذ كان أول من سكن الحي في عام 1385 للهجرة وبدأ العمران ينتشر بشكل عشوائي حتى غصت الحارة بها. مقاول الهدم مسفر المقاطي من سكان الحي يشير إلى أن قواعد أعمدة الإنارة أعطبت إطارات السيارات، مبينا أن الأسياح الحديدية ترفض الإزالة بأمر مقاول الهدم إذ إنها متساوية مع الأرض ويصعب على قادة المركبات رؤيتها خاصة في الأمسيات والليالي حيث تتلف الكتل الحديدية المخفية الإطارات وتصيب المسنين والأطفال. وزاد المقاطي أن هناك أعدادا من كيابل الكهرباء والخطوط الهاتفية تتوسط الطريق وتتسبب في فوضى مرورية عارمة في الحي. رش الأتربة على ذات الصعيد، يتحدث محمد المقاطي مشيرا إلى وجود العديد من المنازل منزوعة الملكية تركت دون هدم وأبوابها مشرعة أمام مخالفي أنظمة العمل والإقامة ويستخدمها منحرفون وضعاف نفوس بعيدا عن العيون، وبقاء مثل هذه المنازل دون هدم أو مراقبة يشكل خطرا كبيرا على السكان خصوصا الأطفال. وعلى نفس الاتجاه، قال سعد حضيض إن الأغبرة المتطايرة في الحي أثارت الأمراض الصدرية بين الأطفال وكبار السن، مؤكدا أن المتعهد لم يستخدم مياه الرش بشكل منتظم، كما أن تلال مخلفات الإزالة بقيت على حالها دون رفع حتى اللحظة مع خطورة بقائها حتى موسم الأمطار لتنقلها السيول إلى أسفل الحي لتقطع الطريق أمام المدخل. بريق الأعمدة يختم عطالله حامد قائلا: نسكن في حي العتيبية منذ نعومة أظفارنا قبل نحو أكثر من 55 عاما وأكثر المنغصات اليومية التي يعيشها السكان تتركز في الزحام الشديد للسيارات، حيث يعجز مدخل الحي الوحيد عن استيعاب أرتال المركبات في ذات الطريق ذي الاتجاهين المتعاكسين في وقت واحد فضلا عن أن سيارات الخدمات الحيوية لأعمال النظافة اليومية تواجه الكثير من الصعاب في الدخول والخروج وهو أمر لا يشجع سائقيها على رفع المخلفات يوميا، فخلق ذلك تلالا من المخلفات والنفايات التي تبقى في الحي لعدة أيام. وزاد عطاالله أن أصحاب ناقلات الماء يعتذرون عن دخول الحي بسبب الزحام وضيق المداخل خصوصا في موسم شح الشبكات العامة حيث يضطر الكثير من السكان إلى الاستعانة بسيارات صغيرة لجلب الماء إلى منازلهم. كما أن أعمدة الإنارة في شوارع الحي بدأت تفقد بريقها ولم تعد صالحة للدور المطلوب منها، مؤكدا على أن الكثير منها داخل نطاق الإزالة وتم فصل التيار الكهربائي عنها دون إيجاد البديل.