لم تعترف الخدمات الصحية في القنفذة، بالتمدد السكاني والعمراني في المحافظة، ليبقى المستشفى الوحيد الذي يخدمهم «مكانك سر» بسعة محدودة لا تتجاوز ال100 سرير، وتخصصات قليلة، فيما أمل المشاريع الصحية الجديدة يكاد يكون معدوما أو متعثرا. وتجاوز عمر مستشفى القنفذة أكثر من ثلاثة عقود، شهدت خلالها المحافظة امتدادا ونموا في الكثير من القطاعات بما جعلها جاذبة، لكن المستشفى أصبح طاردا، ولم ينم أو يتمدد ليواكب تلك الزيادة السكانية أو الأهمية الجغرافية. وحسبما يشرح ياسين الفقيه، فإن الطاقة الاستيعابية ظلت محدودة، ولم تواكب ما يمكن اعتباره انفجارا سكانيا في القنفذة كبقية المحافظات الأخرى، لنجد أنفسنا مبتلين بالكثير من الأمراض في ظل بعد المسافة بيننا والمستشفيات في المدن الأخرى، خاصة في ظل الاعتماد على النقل والتحويل من القنفذة إلى مستشفيات جدة ومكة والرياض، وهو أمر مرهق للمرضى وذويهم وكذلك يزيد من الضغط على المستشفيات في تلك المدن وينتج عن ذلك مواعيد متباعدة وقد تكون تلك المواعيد لمرضى تتطلب حالاتهم تدخلا عاجلا دون تأخير. حتى الأمراض الحرجة، مثل الفشل الكلوي، يرى الفقيه أنها لا تتوفر لها رعاية في القنفذة، مضيفا: لا يزال الاعتماد في الغسيل الكلوي على الديزلة الدموية، وهو أمر مرهق للمرضى، وأعرف أقارب يضطرون لتحمل معاناة السفر بحثا عن علاج في المدن الأخرى، وفي حالات التبرع بالكلى يجد المتبرع معاناة في الانتقال إلى المدن الأخرى لإجراء الفحوصات الطبية. ويعتقد كل من خالد الزهراني وحسن القرني، أن المؤلم ليس في عدم تطور مستشفى القنفذة، بل في التفاؤل بالمشاريع الصحية التي وعدت بها المحافظة قبل أكثر من خمس سنوات، لكنها بدت بلا نهاية، لتستمر المعاناة سواء في قلة السعة السريرية أو نقص التخصصات، فضلا عن مضاعفة المعاناة بعدما قلص المستشفى عدد المرضى الذين يتم استيعابهم، بسبب عمليات الإحلال التي تتم فيه منذ عدة أسابيع، مشيرين إلى أن هذا الإحلال لن يكون له تأثير إيجابي، في ظل غياب الكثير من التخصصات. أما أحمد الشمراني، فاضطر للانتقال من القنفذة إلى جدة، لعدم توفر عمليات القسطرة القلبية وعلاج أمراض القلب لوالده، رغم ما قيل عن اعتماد مستشفى متخصص بسعة 500 سرير منذ عدة سنوات، لكنه لم ينفذ حتى اليوم. وكذلك الحال بالنسبة للمواطن حسن القرني، الذي اضطر للانتقال إلى جدة أيضا لعلاج ابنه المريض بالقلب، وقال: أين مشروع مستشفى الولادة والأطفال بسعة 200 سرير الذي سمعنا عن اعتماده منذ أكثر من خمس سنوات، ولم يتم حفر متر واحد في المشروع. من جانبه فند ل«عكاظ» الناطق الإعلامي بصحة القنفذة إبراهيم المتحمي، الاتهامات بتعثر المشاريع الصحية في القنفذة، مبينا أن مشروع مستشفى ال500 سرير يتم حاليا إعداد الوثائق لطرح المشروع في منافسة عامة من قبل الوزارة، فيما مشروع مستشفى الولادة والأطفال بسعة 200 سرير تم طرحه في منافسة عامة وفتحت مظاريفه بتاريخ 3/6/1436 والمشروع تحت تعميد المقاول من وزارة الصحة.