يد الغدر والخيانة لا تكف عن إجرامها وإرهابها تجاه الوطن وتجاه رجال الأمن البواسل، الذين يقدمون أرواحهم فداء لهذا الوطن وأهله ويقومون بأداء واجباتهم على أكمل وجه، فها هي تعود من جديد لتمارس عدوانها وإجرامها وإرهابها ضد الوطن وضد رجال الأمن، فقد تعرضت إحدى دوريات الأمن بمحافظة القطيف لإطلاق نار من مصدر مجهول أثناء أدائها لمهامها الميدانية بالقرب من أحد المواقع الزراعية فجر أمس الأول في مدينة سيهات مما نتج عنه استشهاد العريف جابر علي محمد المقعدي، والجندي أول محارب الليهيبي غريب الشراري تغمدهما الله بواسع رحمته وتقبلهما في الشهداء. إن مثل هذه الأعمال الجبانة والغادرة، لن توهن عزائم رجال الأمن عن أداء وجباتهم ولا عن القيام بماهو مطلوب منهم، بل سيمضون بحول الله وقوته في مواصلة عملهم وملاحقة المجرمين والإرهابيين واستتباب الأمن في كل موقع في المملكة، إذ إن مثل هذه الأعمال الإرهابية لن تزيدهم إلا إصرارا على أداء أعمالهم وتحقيق المزيد من الإنجازات التي وفقهم الله عزوجل لها خلال الفترات السابقة. حادثة الغدر التي طالت رجلي الأمن رحمهما الله تعالى فجر أمس الأول سبقتها بطولة زميلين لهما قبل أربعة أسابيع في ذات الموقع في سيهات عندما باشرا عملهما في مواجهة الإرهابي الذي قتل خمسة من المواطنين بالقرب من مسجد الحيدرية في سيهات، وتمكنا من قتله بتوفيق من الله عزوجل، وهي أعمال سيخلدها التاريخ لرجل الأمن السعودي الذي يلبي نداء الواجب تحت أي ظرف كان ولا يبالي، ولله الحمد. لا شك أن رجال الأمن يتحملون واجبات حفظ الأمن في كل منطقة، والذي لا شك فيه أيضا أن هناك مسؤولية كبرى علينا جميعا تجاه الأمن وحفظه، فالواجب على العلماء والخطباء والأئمة والوجهاء وأبناء المجتمع التحذير من الأعمال الإرهابية وخطورتها على الوطن والأمة، وكذلك حرمة الاعتداء وقتل رجال الأمن، ولا يقبل بأي حال من الأحوال أن يكون هناك صمت من أحد تجاه استهداف رجال الأمن أو المواطنين، وعلى الجميع أن يستشعروا دورهم وماهو المطلوب منهم وأن يبادروا بتنفيذه على الفور.