فقد الوطن البارحة الأولى الوزير هشام محيي الدين ناظر، رجل التخطيط، الذي رسم الخطط الخمسية للمملكة ( 1970 1995)، إذ توفي في الولاياتالمتحدةالأمريكية عن عمر ناهز 80 عاما، قضى معظمه في خدمة الوطن من خلال تقلده وزارتي التخطيط والبترول والثروة المعدنية، واختتم حياته العملية سفيرا لخادم الحرمين الشريفين في مصر. وبدأ الفقيد عمله منذ أن عينه الملك فيصل -رحمه الله- رئيسا للهيئة المركزية للتخطيط، بدرجة وزير عام 1968م، ثم وزيرا للدولة وعضوا بمجلس الوزراء عام 1970م وكان مكلفا بوضع الخطوط العريضة لخطط التنمية الاقتصادية الخمسية المتتابعة التي حملت في طياتها العديد من الأهداف الرائعة والمثالية، مثل تنويع مصادر الدخل وتحسين الخدمات عموما، منها الصحية والتعليمية، وتحقيق الرفاهية للمواطن وغيرها من الأهداف العامة المثلى. والوزير الراحل مثقف وقارئ نهم وأكد في أمسية ثقافية أنه كان محظوظا بتعيينه وزيرا للتخطيط ووزيرا للبترول والثروة المعدنية كون بدايات الخطط التنموية في المملكة واجهت الكثير من التحديات اجتماعيا واقتصاديا وفنيا من بينها ضعف البيانات الإحصائية الواجب توافرها لإعداد الخطة التنموية والتي لم تكن متوفرة بالشكل الكافي للبناء عليها وتحديد الأهداف الواجب تحقيقها، إضافة إلى عدم وجود الكادر المتخصص في تلك الفترة من المواطنين السعوديين أو حتى من الخبراء الأجانب ما منحه مساحة كبيرة للعمل والإنجاز. وعرف عنه الجرأة في العمل، لذا عمل على جذب المتخصصين السعوديين والاستفادة من الشركات ومراكز الأبحاث العالمية لتقييم الخطط الموضوعة ومراجعتها خصوصا أن المتطلبات للمملكة لا حصر لها من مدارس ومستشفيات وطرق وجامعات وخدمات وبنى تحتية، كما أسهم في إنشاء الهيئة الملكية للجبيل وينبع بهدف تحقيق تقليل اعتماد المملكة على تصدير النفط الخام وتدشين صناعات ثقيلة ومتوسطة في قطاع البتروكيماويات حتى أضحت الشركات السعودية العاملة في هذا المجال من بين كبريات الشركات الدولية مستفيدة من الدعم غير المحدود من قيادة المملكة التي عمدت إلى الاستفادة من النفط لتطوير صناعة بتروكيماويات متقدمة وحديثة والاستفادة من مشتقات البترول كالغاز وصناعاته وتطوير قطاعاته. سيرة الفقيد ولد في الرياض وأتم دراسته الابتدائية والمتوسطة بمدارس الفلاح وتلقى تعليمه الثانوي في كلية فيكتوريا بالأسكندرية وحصل على شهادة أكسفورد وكمبردج العامة، وأكمل دراسته الجامعية في جامعة كاليفورنيا (لوس أنجلوس) ونال البكالوريوس في العلاقات الدولية بمرتبة الشرف الأولى وذلك في عام 1957 م. وفي عام 1958 م حصل على الماجستير في العلوم السياسية من نفس الجامعة، ودرجة الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة كوريا وفي عام 1991م حصل على الدكتوراه الفخرية في القانون الدولي من الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وأصبح وزيراً للبترول والثروة المعدنية في أواخر عام 1986م. وفي عام 1971 م، تقلد منصب وزير دولة وعضو مجلس الوزراء، بالإضافة إلى عمله كرئيس للهيئة المركزية للتخطيط. وفي عام 1975 م أصبح وزيراً للتخطيط بعد أن تحولت الهيئة المركزية للتخطيط إلى وزارة، ووضع بالتالي خطط التنمية الخمس للمملكة، وفي أثناء ذلك عين في عام 1975 م نائباً لرئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع بالإضافة إلى عمله، والتي أنيط بها مسؤولية بناء أكبر وأحدث مدينتين صناعيتين في العالم (الجبيل وينبع) . وفي أواخر عام 1986 م أصدر الملك فهد بن عبدالعزيز أمره الملكي بتعيين هشام ناظر وزيراً للبترول والثروة المعدنية بالإضافة إلى عمله في وزارة التخطيط بالنيابة . وفي أواخر عام 2005 م عين سفيراً للمملكة بالقاهرة. يذكر أن الفقيد مكث قرابة خمسة أشهر بالولاياتالمتحدةالامريكية، ومن المحتمل أن يصل جثمانه إلى المملكة الثلاثاء المقبل. والفقيد شقيق كل من: العميد طيار يوسف «رحمه الله»، عصمت، ناجي، الدكتور عبدالفتاح «رحمه الله»، عبدالحميد، مريم زوجة حامد فايز، وثريا زوجة عبدالجليل بترجي، نجاة زوجة الدكتور سالم مليباري، ليلى زوجة حسين الحارثي، مايدة زوجة الشيخ صالح كامل ووالدة عبدالله كامل ومحيي الدين كامل، ونادية، ووالد كل من: لؤي، طل، فهر، مضر، جواهر، وند.