هوية أنا الذي حياتي أشبه بوردة قطفها جندي هرب بها الى ساحة المعركة هناك راقبت الوردة نزيف دمه ابتسمت له قبل الموت وحيدة بكت عليه بعد موته تنويمة لن أدل الغرباء الزاحفين بمشاعل النار إلى الجبال لن أدلهم إلى الأشجار المعلقة بها ملابس أحبتي الموتى لن أدل الرياح ولا الغزاة على قبر أمي .... مرآة أمي وشظاياها لكم بحثت مليا عن مرآة أمي وشظاياها قبل الموت وبعد موتها. البكاء انحدر غزيرا من القلب ومن البحر جارفا معه المراكب الورقية صور الموتى الطحالب والأيام. لتحتفظي بها أيتها الصغيرة في الشرفة هناك تنام الذكريات تهجع قطط الظهيرة هربا من الموج ومن الريح. احتفظي بشظاياها بها الكثير من الدمع كما بها الكثير من الدم بها أيضا تلك النظرة المترعة بالورع بالخوف وبالعشق. تلويحة للحب اسقني النار الموجعة حتى العظم جف دمي تركني العشق أتيه وحيدا في الصحراء. تلويحة للموت دع الملك يتركني لأمضي وحيدا أتذكر أمي.... المدفونة بأطراف القرية بعيدا بعيدا كمزق وطن مهجور. تلويحة للمهاجر وكالجبانة الموغلة في القدم في الهجر ترك الأرض ومضى.... لا يلتفت لأن الذكرى موغلة في العتمة والجذر في بكاء الغابة في كفن الأوبئة وجثث غزاة البحر. المهاجر بعد أعوام بعيدة -فيما لو عدت- سارع إلى الشجرة المعمرة في القرية الشجرة التي كان الحطابون وعابرو الأودية يقضون تحت ظلالها الظهيرة في طريقهم إلى المجهول. عندما تسألك: لماذا عدت؟ أجبها: اختفى الحب من الأرض فعدت اليك. لكنك الآن تزحف إلى السبعين من العمر؟ لا وجود في ما تبقى من عمرك إلا للندم، فقدت الحب بالرحيل عن ضرع سقاك وحضن امرأة ضمك في الحلكة عندما الذئاب تحوم، عندما الأوبئة والمجاعات تدنو من الجبال والأودية.... * من مجموعته الشعرية الجديدة التي ستصدر قريبا عن دار مسعى البحرينية «كصائد منسي في غابة».