إن كنت تظن أن بصمتك هي لفتح الجوال فقط، فهذا ليس كل الحقيقة. تدعي شركات أجهزة الجوال الذكية ذات خاصية قراءة البصمة أن معلومات بصمة المستخدم لا تغادر الجهاز الجوال وأنها محفوظة في مكان لا تستطيع حتى الشركة المصنعة الوصول إليه عن بعد. في مجال تقنية المعلومات، تكون هذه وعود فقط لا يمكن الوثوق بها وتصديقها بسهولة والسبب ببساطة أنه من يمنعهم من فعل ذلك؟ وبالأخص أن الموانع لا تعدو كونها افتراضية أو أخلاقية أو قانونية في بعض الأحيان، والنوع الأخير هو أسهل الأنواع حيث إن البلدان المصنعة هي من تطلب الوصول لهذا الكم من البصمات. تسرب أو سرقة البصمة ليست كسرقة اسم المستخدم أو الرقم السري حيث يمكن تغييرهما في أي وقت، أما البصمة فهي هوية أبدية لا يمكن استبدالها. اختراق خصوصية هذه البصمات بجمعها ومعالجتها يقود إلى قاعدة معلوماتية كبيرة تحوي على بصمات المستخدمين وبياناتهم وأماكن تواجدهم. قد لا يقتصر الموضوع على هذا الحد، بل يمتد إلى جمع بصمات الأصدقاء والأقارب ممن يحاول فتح الجوال بالبصمة أو بمجرد مرور الأصبع فوق قارئ البصمات وفي نهاية المعالجة يمكن رسم شبكة تلخص العلاقة بين أصحاب هذه البصمات. هذا الحديث ليس نسجا من خيال أو أحلام، تقارير تقنية ظهرت موخرا أفادت أن وكالة الأمن القومي الأمريكي تستطيع الدخول لأي جهاز ذكي وجمع كل ما يحتويه من معلومات ومن ضمنها البصمة ولمعرفة أصحاب البصمات المأخوذة من هذه الجوالات، تتم مطابقتها مع مكتب التحقيقات الفيدرالية الذي يملك قاعدة بيانات تحوي بصمات كل المواطنين والمقيمين في بلدهم. هذا النوع من اختراق الخصوصية يسهم في حفظ الأمن وتتبع المطلوبين ومعرفة أماكن تواجدهم السابقة وكذلك معرفة مع من كانوا في حال وجود بصمات سابقة لهم. *أكاديمي ومختص في تقنية المعلومات