علمتنا الحياة بأن الأعواد إذا اجتمعت لا يمكن كسرها.. كما علمتنا الحكمة أن الجدار لا يقوم إلا بتكاتف الحجارة وتعامدها، وحينها لا يمكن باليد هدم البنيان المرصوص. وتعلمنا من قيادتنا الرشيدة بأن تلاحم القيادة مع الشعب لا يمكن بأن يهدم دولة تقف على حب شعبها وتفانيها من أجله. وتعلمنا من تعاضد الشعب مع الشعب بأنه لا يمكن لكائن من كان أن يفرق شمل هذا الشعب الذي يربطه حب تراب الوطن قبل أن تفرقه طائفة أو يشتته نزاع مذهبي، لذلك كل المحاولات التي يسعى وراءها أعداء الوطن من ضربه في خاصرة التآلف هي أحلام لن تؤدي بخفافيشها إلا للسراب، وللتهلكة. وآخر تلك المحاولات كانت عندما زج أعداء الوطن بشاب ضال لتفجير نفسه باسم الدين في مسجد المشهد في نجران ليستشهد اثنان من أبطال المنطقة والذين دفعوا بأنفسهم لحماية الآمنين من المصلين، لم تكن هذه المحاولة الأولى بل سبقتها عدة محاولات لكن نجران وأبناءها هم من المخلصين لهذا الوطن، هم من المخلصين لهذا الوطن وقبائل نجران يشهد لها التاريخ وتشهد لها النخوة عند أهل «الفزعة». وبعد ذلك لا نقول إلا ما قالته قيادة هذا الوطن، بأننا ماضون في محاربة الفكر الضال بشتى أنواعه، وكشف كل أساليبه، وقافلة نماء الوطن وحب الشعب لبعضه تسير، وكلاب الفتنة الضالة تنبح.