اتفق عدد من الاقتصاديين ورجال الأعمال على أن القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية «قمة الرياض» التي اختتمت فعالياتها برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أمس الأول قد جاءت استثنائية وملبية للعديد من الطموحات السياسية والاقتصادية. وفي هذا الجانب، قال عضو مجلس إدارة غرفة جدة فهد بن سيبان السلمي: شعرنا بكثير من الفخر والاعتزاز ونحن نتابع كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في القمة، حيث جاءت شاملة جامعة لكل الأحداث الجارية في الوقت الحالي، وشددت بشكل أساسي على إدانة الإرهاب بكل أشكاله، وطالبت إيران بإيجاد حل سياسي لأزمة الجزر الإماراتية الثلاث، وحمل بيان القمة الرابعة في طياته قضايا عدة ساخنة على الساحة السياسية والاقتصادية. من جانبه أشار المحامي الدولي ورجل الأعمال الدكتور خالد النويصر إلى أن اللاتينيين أكثر انفتاحا واهتماما بالمنطقة العربية، واصفا إياهم بالأكثر إدراكا للتحولات السياسية والاقتصادية العالمية بعدما جربوا بعض الدول الإقليمية التي حاولت استغلالهم لصالحها، مضيفا: جاءت القمة بينهم وبين الوطن العربي في الوقت الحالي لإقامة تحالف إقليمي كبير يقف أمام مصالح إيران ويزيد من عزلتها. وشدد على أن القمة ناقشت آليات متعددة للتنسيق والتعاون في مجالات السياسة والاقتصاد، والتنمية والثقافة والتعليم والتكنولوجيا والسياحة، وغيرها من المجالات الأخرى التي تخدم المواطن العربي، ومواطني دول أمريكا الجنوبية، لتحقيق التنمية المستدامة، والمساهمة في تحقيق السلام العالمي، وتعزيز التعاون بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية. في حين أشار رجل الأعمال محمد حسن يوسف إلى أن قمة الرياض ساهمت في تعزيز العلاقات السعودية المصرية من خلال اجتماعاتها الجانبية التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مع شقيقه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حيث تقرر تشكيل مجلس تنسيقي يضم أكبر دولتين في المنطقة لمكافحة الإرهاب، وجاء التنسيق المشترك والتقارب الشديد في هذا الوقت بالذات ليعزز اللحمة العربية بعد أن شعر البعض بقليل من الفتور في العلاقة خلال الفترة الماضية. وتوقع الاقتصادي سيف الله شربتلي أن تساهم قمة الرياض في شراكة اقتصادية فاعلة خلال السنوات المقبلة بين الدول العربية ونظيرتها اللاتينية في المحافل الدولية، وقضايا الأممالمتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، ودعم جميع الأعمال التنموية والإنمائية، والبنى التحتية لجميع الدول المشاركة، بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق السلام الدولي العادل لجميع دول العالم، وأن يكون هناك توجه خليجي مباشر للتعامل مع الدول اللاتينية، وعلاقات تجارية في المجالات الاقتصادية والتجارية، والتكنولوجية والاستثمارية. وأكد في حديثه على أن وجود هذا العدد الكبير من الزعماء والرؤساء في الرياض دليل كبير على المكانة الكبيرة التي تحتلها المملكة على الصعيد الدولي، ووصف القمة بأنها الطريق الصحيح لاستعادة الفرص الضائعة بين الدول العربية، والدول اللاتينية على كل المستويات، وتأثيراتها الكبيرة على كثير من العلاقات الدولية والتي نرتبط معها بثقافة سياسية، وتجارب تاريخية مماثلة، في ظل عالم متداخل، حيث تمثل المملكة قوة اقتصادية وسياسية قائدة.