قد يتفق معي الكثير إذا قلت بأن فريق كرة القدم بالنادي الأهلي وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، يعد واحدا من أمتع وأروع الفرق السعودية أداء داخل الملعب، وأكاد أجزم بأن الأهلي هو بطل الدوري العام الماضي غير المتوج. وهذا غير مستغرب على فكر وتوجه رجال أهلاويين أعادوا الفريق إلى الواجهة كمطلب استراتيجي، وأعتقد أن ذلك تحقق حتى وإن لم يحالفه التوفيق في تحقيق الدوري، ولكن كان الأهلي يسير وفق أهداف واضحة كنت على يقين لو استمر عليها سيحقق مبتغاه. ولكن هذا الموسم الوضع اختلف باختلاف النهج الأهلاوي الذي طغت عليه الصدامية وسياسة الصوت العالي على مكتسباته السابقة. اختلفت اللغة والأسلوب وأصبح لا صوت يعلو على صوت الأهلي في الإعلام ولا حديث يخلو من جدل أهلاوي لا ينتهي، ولم نعد نعرف ماذا يريد الأهلاويون؟ بطولة دوري أم بطولة ورقية على مساحات الإعلام يصفق لها الجمهور قليلا وينبذها كثيرا. فإذا كان هدفهم الدوري فالتركيز على الفريق وتحضيراته الدورية وجلب لاعبين أجانب أفضل هو من سيساهم في تحقيق ذلك، أما إذا كانوا يريدون بطولة في الإعلام، فأعتقد أن الأهلي غني ببطولاته وإنجازاته عن بطولة تشوه تاريخه. وقد يلومني البعض في ذلك على اعتبار أن المثاليات والرقي التي يتصف بها الأهلي لم تجلب له إلا الحسرة والندامة في ضياع بطولات كان أحق بها من منافسيه، بسبب أخطاء تحكيمية أو تنظيمية، وبالتالي الاتجاه إلى أسلوب الصوت العالي وإثارة البلبلة على الجهة المنظمة، سوف يأتي بثماره من منطلق «العيار اللي ما يصيب يدوش». ولو سلمنا بذلك ونجحت تلك الافتراضية في مباراة أو اثنتين، سيكون فشلها على المدى الطويل أمرا مفروغا منه. وأخشى على الأهلي أن يدفع ثمن ذلك غاليا من قيمته التاريخية ومكانته المرموقة التي صنعها رجال ليسوا كبقية الرجال. لذا على إدارة الأهلي إذا أرادت تحقيق الدوري أن تعمل بجد واجتهاد، ومتى ما تحقق الطموح العالي سيجني الأهلاويون ثماره، ولن تقف الأخطاء التحكيمية والتنظيمية أو غيرها عائقا أمام إصرارهم وهمتهم العالية. نعم الأهلي تعرض لأخطاء تحكيمية فاضحة حرمته من بطولات، ولكن ليس هكذا تورد الإبل يا إدارة الأهلي، فالأمور تعالج بدراية وحكمة وليس بالصراخ وإثارة البلبلة. فالصراخ لا يأتي بدوري، وتأجيج المدرج وحشده باتجاه خصوم وهميين كاتحاد الكرة وخلافه لن تجني منه إلا انهيار عمل السنوات الماضية. من يعتقد أن الدوري يأتي من خارج الملعب، فإنه يبرر لفشله داخل الملعب ويقدم عذرا مسبقا لجماهيره عن ضياع البطولات. أتمنى أن تستفيد إدارة الاهلي من نادي الفتح وكيفية تحقيق الدوري، فإدارة العفالق لم تكن ذات نفوذ، والإعلام الفتحاوي لم يكن ذا صيت مؤثر يستطيع الضغط به على الحكام، لكن كان هناك عمل كبير وطموح عال وهدف استراتيجي وضع أمام الفريق وتحقق لهم ما أرادوا. إذن على إدارة مساعد الزويهري أن تعمل من أجل الاهلي لا سيما أن الإدارة السابقة تركت لهم فريقا قويا ومميزا لا ينقصه إلا الدعم المعنوي والمادي والإعلامي، وإن كان بعض الإعلاميين للأسف تفرغوا للرقص على حسابك يا أهلي.