نتمنى النسيان في كثير من مواقف حياتنا، ونأمل لو ان يتم مسح الموقف بأكمله من ذاكرتنا بأشخاصه، وأحاديثه وروائحه، فبينما تمر علينا فترات نتضجر من ذاكرتنا لعدم قدرتها على تذكر اللازم؛ فنقع بالحرج في مواقف عدة منها نسيان اسم شخص او عدم تذكر معلومة معينة، فهو كما انه نعمة الا انه نقمة يشكو منها الكثير، البعض منا يقول : ذاكرتي ضعيفة او ذاكرتي ممتلئة فلا تحتمل المزيد. حسنا ! سننظر الى تلك الاقوال الآن.. في الحقيقة لا يوجد ما يسمى بالذاكرة الضعيفة او القوية، كل ما في الامر هو في تدريب الذاكرة. فالفرق بين الاشخاص ليس بقوة ذاكرتهم او ضعفها؛ بل في تدريب ذاكرتهم او عدم تدريبها. فالله سبحانه وتعالى وهبنا جميعا ذاكرة بنفس المستوى، ذاكرة هائلة لو تعلم الانسان عشر معلومات في كل ثانية لمدة مئة عام لم يمتلئ نصفها، فالعقل البشري فيه 150 مليون خلية عصبية، كل خلية تستطيع الحفظ والتذكر بقدر ما تحويه مكتبة الكونغرس الامريكية، فنحن بفضل الله نستطيع ان نتذكر ليس لساعة او يوم او سنة بل نستطيع تذكر ما كنا نسمعه ونحن أجنة في بطون امهاتنا. ما علينا فعله الان هو تدريب ذاكرتنا بقدر المستطاع. الزهراء محمد بن ذياب