أصدر نظام الإنذار المبكر الآلي التابع للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تنبيها عاجلا عن تكون حالة من السحب الرعدية الممطرة بجازان، بداية من صباح يوم أمس الجمعة الساعة 8 إلى 10 مساء، ومن المتوقع كذلك تشكيلات من السحب المنخفضة والمتوسطة الارتفاع تتخللها سحب رعدية ممطرة تصحب بنشاط الرياح السطحية تحد من مدى الرؤية الأفقية بسب الغبار. فيما دعا الدفاع المدني إلى توخي الحذر وعدم المجازفة بالخروج والتنزه خلال هطول الأمطار أو بالقرب من مجاري السيول والأدوية ومراقبة الأطفال من الاقتراب من تجمعات مياه الأمطار والمستنقعات حتى لا يقعوا ضحية لها خاصة في إجازة نهاية الأسبوع. وكانت السيول الجارفة التي شهدتها منطقة جازان عزلت عدة قرى، منها: مشلحة والهيجة والوجيه وطناطن والغريف والسبتاء والأصناع والقحمة والمبروق والفشعة والردمة والقنبرة والمقبص والمنتزه، الواقعة شمال شرق محافظة صبيا، حيث تحدها الأودية من كل الجهات، جنوبا وادي أبوحتارة الذي يقطع 14 قرية عن الخدمات عند نزول السيول، وشرقا وادي الدارة وشمالا وغربا وادي وساع الذي يشق قريتي مشلحة والوجيه اللتين تعانيان مداخلهما من عدم توفر الجسور والعبارات التي تحمي السكان من السيول. وبين محمد النجعي أحد الساكنين أن السيول احتجزت السكان لأكثر من سبع ساعات، بجانب سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر كانت متواجدة لإسعاف أحد المرضى إلى مستشفى صبيا العام، ولكن احتجزتهم السيول مما اضطرهم للانتظار والمريض معهم في السيارة، مما زاد من تدهور حالته وتوفي لاحقا. وطالب السكان الجهات المعنية وعلى رأسها إمارة المنطقة بالتدخل في إنقاذهم وعمل جسر يقيهم من احتجاز الأودية، مؤكدين في الوقت نفسه أن القرى تعاني في كل مرة، حيث توفي سابقا عدد من النساء والأطفال الذين يعانون من غسيل في الكلى والأمراض المزمنة بالإضافة إلى تعطل أعمالهم. من جانبه، أشار إبراهيم غالب إلى أن السيول تسببت في غرق بعض السيارات في بطون الأودية وجرف الكثير من المزارع والممتلكات الخاصة، وسببت حالة هلع للمواطنين وعزل قرى عن بعضها وتعطل وصول إسعاف المرضى إلى المستشفيات. وفي قرية طناطن لا تزال مركبات الأهالي الصغيرة تقف على جنبات وادي (وساع) منذ أكثر من 24 ساعة بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة، حيث اضطر أصحاب المركبات الصغيرة إلى الركوب مع آخرين الذين يملكون مركبات ذات دفع رباعي والعودة لمنازلهم. وتستمر مخاوف أهالي القرية على الحالات المرضية الطارئة، وعدم مقدرتهم على نقلها للمستشفى بسبب جريان مياه الوادي، الأمر الذي لم يجدوا له حلا مع مطالباتهم لبلدية محافظة صبيا بسفلتة الطريق الذي لا يتجاوز طوله الأربعة كيلومترات وإنشاء جسر لعبور وادي وساع. وشرح الأهالي معاناتهم الدائمة لعبور تلك الأودية لقضاء مستلزماتهم اليومية ومراجعة المستشفى والذهاب إلى أعمالهم وإيصال أبنائهم إلى المدارس، دون وجود جسور تربط القرى التي تحدها الأودية من كل الجهات بالشارع الرئيسي وتقيهم خطر السيول وتفادي الكوارث التي تنجم عن ذلك. إلى ذلك تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة صبيا في تعطل الحركة المرورية فوق أحد الكباري التي تربط المحافظة بمركز قوز الجعافرة، وبين حسن طالع أن أعمال الصيانة على جانب كوبري قرية حلة عطية أدت إلى اختناق الحركة المرورية وإغلاق الطريق وإعاقة السير، حيث إن الخط الفرعي تعذر المرور منه بسبب ارتفاع منسوب المياه فيه. وأشار يحيى الفارسي إلى أن أهالي القوز يعانون الأمرين من إغلاق الكوبري الوحيد الذي يربطهم بالمحافظات الأخرى وإغلاق الطريق الفرعي بجانب الكوبري الذي امتلأ بالسيول. كما شهدت محافظة ضمد أمطارا غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية تسببت في ارتفاع منسوب المياه في الشوارع والمنازل والحدائق العامة، مما اضطر سائقي المركبات إلى التوقف على جنبات الطريق.