منعت الأمطار الغزيرة التي هطلت على منطقة جازان أمس طلاب وطالبات بعض المدارس وجامعة جازان من الذهاب لمدارسهم وكلياتهم، حيث هطلت أمطار متفرقة على المرتفعات الشرقية للمنطقة من المتوسطة إلى الغزيرة وشملت كل من الداير والريث وفيفا والعيدابي والعارضة والحرث وسالت على أثرها في وادي جورا وسقامة والشعبين والريث والمحاطة وجيزان والدحن ودهوان ورزان. وقال عدد من أهالي قرية الوجية والقحمة والغريف والسبت والمقبص وطناطن: «إن الأودية والشعاب أصبحت تمثل مصدر خوف دائم مع مرور كل غيمة سوداء خوفًا من انقطاع الكهرباء وشبكة الجوال والطرقات ثم عدم تمكن الأولاد والبنات من الذهاب للمدارس والجامعات وكذلك عدم قدرة الموظفين على التوجه لأعمالهم». وانتقد إبراهيم علوي النجعي من أهالي قرية الوجية قيام بعض كبار السن من أصحاب الأراضي الزراعية بإنشاء عقوم ومنع وتحويل مجرى المياه وتجعلها تتوقف في الطريق لفترات طويلة مما يجبر الأهالى على البقاء في القرية لمدة يحسب أقلها بثلاثة أيام حتى تجف المياه التي تجمعت في طريق قرية الوجية والقرى التي خلفها باستثناء أصحاب سيارات الدفع الرباعي فهم يتوجهون لطريق آخر تقدر مسافته بعشرة كيلو مترات ويمر بثلاثة أودية حتى يستطيعون الوصول للطريق العام. وأضاف: «منذ أكثر من ثلاثين سنة ونحن نطالب وزارة المواصلات ممثلة بفرعها في المنطقة بتوصيل الأسفلت ووضع كباري وعبارات في طرقات القرى التي تعتمد في سيرها على قطع الأودية ولكن لا نعلم ما السبب الذي أدى لهذا التأخير الذي كلفنا الكثير وخصوصًا نحن الطلاب نحرم أحيانًا من الإختبار النهائي ومنا من يغيب كثيرًا عن المحاضرات وذلك لأن قرانا تتميز بكثرة الأمطار والسيول». ويحكي «النجعي»: إنه ذات مرة خرج وعائلته لزيارة أقربائهم في مشلْحة وكان لابد من المرور بمجرى السيل حتى يصل إليها ويخرج منها لقريته وعند وصولهم هطلت أمطار غزيرة ومما اضطرهم للبقاء عند أقاربهم ليوم كامل حتى يصبح باستطاعتهم عبور مجرى السيل للوصول لقريتهم الوجْية. وطالب محمد موسى النجعي وزارة المواصلات بالقيام بواجبها وتهيئة الطرق المهددة بالسيول وليس الاكتفاء بردمها وقال هذا ما اعتدنا عليه فيما قال يحيى إبراهيم من قرية طاطن: «إنهم يخشون انتشار الأمراض نتيجة المستنقعات المائية التي تتجمع أمام منازلهم وفي الطرقات الداخلية بسبب الأمطار الغزيرة، وطالب بلدية محافظة صبيا والجهات المختصة بردم هذه المستنقعات على وجه السرعة. ومن جهته أوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان النقيب يحيى القحطاني أن السيول كانت في مجراها الطبيعي ولم تشكل أي خطورة. وأوضح إنه جراء السيول تم احتجاز مركبة في وادي رزان لحقتها بعض الأضرار من جراء السيل، وبيّن أنه في محافظة بيش تم إخراج ثلاث مركبات كانت محتجزة. وأشار إلى أنه تم تلقي بلاغًا عن انقطاع طريق في قرية الرجيف بآل زيدان وانتقلت دورية السلامة للموقع وتم التنسيق مع الإمارة والطرق وحرس الحدود وتم البدء في عملية فتح الطريق. وفى السياق حذر مدير الدفاع المدني بمنطقة جازان اللواء حسن بن علي القفيلي كافة المواطنين والمقيمين بعدم دخول الأودية أثناء هطول الأمطار والسيول وعدم الاقتراب من تجمعات المياه لخطورتها وضررها البالغ على الأرواح. وشدد على المتنزهين والسياح في المناطق الجبلية الابتعاد عن الشعاب والشلالات المائية خاصة في موسم الأمطار لاحتمالية زيادة المنسوب فجأة وجريان سيول منقولة من اليمن ولوجود عوامل التعرية التي تسبب حفريات صخرية عميقة تؤدي إلى الغرق متمنيًا السلامة للجميع.