معاناة أهالي قرى مشلحة شمال شرق محافظة صبيا لم تنته، فمازالت خارج نطاق الخدمة، إذ تنقطع عن العالم لعدم وجود خدمات الجيل الثالث، كما أنها لا تعرف طريقا للإنترنت، بخلاف نقص الخدمات الأساسية بها، حيث تحدها الأودية من كل الجهات، أبوحتارة من الجنوب إذ يقطع أربعة عشرة قرية عن الخدمات عند وقت نزول السيول، ومن الشرق وادي الدارة، ومن الشمال والغرب وادي وساع الذي يشق قرية مشلحة والوجيه، والتي تفتقد مداخلها الجسور والعبارات التي تحمي السكان عند جريان السيول. ويقف المتجه إلى القرية حائرا إذ عليه أن يشق بطون الأودية من خلال طرق ترابية غير معبدة، بخلاف غياب الخدمات البلدية، حيث يتدنى مستوى النظافة وتتراكم النفايات والمخلفات نتيجة لدرجة أصبحت علامة يستدل بها على وجود القرية ما جعلها مرتعا خصبا للأوبئة والأمراض البيئية وانتشار العدوى. عدد من أهالي القرية تحدثوا ل«عكاظ» محذرين من مغبة وقوع كارثة بيئة نتيجة تراكم النفايات، كما طالبوا بسفلتة الطرق التي تنتشر فيها المطبات، الأمر الذي يعرض مركباتهم للتلف فالخط ترابي ومليء بالحفريات والحجارة. ويوضح العم علي النجعي أن ممرات القرية أصبحت مليئة بالنفايات والمخلفات فعمال البلدية لا يؤدون عملهم على الوجه الأكمل حيث يفرزون النفايات فيحصلون على المعادن فيما يتجاهلون النفايات التي تنتشر في الجنبات، رغم أن البلدية أنشأت مرمى للنفايات تابعا لها في نطاق بلدية صبيا المجاور لقرية المبروق إلا أن القرى الأخرى لم تستفد منه ما أجبر الأهالي على حرق نفايات خوفا من انتشارها. وأشار محمد النجعي أن مشروع الأسفلت في مشلحة يظل حلم الصغير قبل الكبير لكنه سرعان ما تبدد بسبب تعنت البلدية فمشروعات الأسفلت والإنارة والسوق المتكامل للقرية والحديقة العامة، تمت دراستها واستلامها من قبل المقاول، إلا أن البلدية أصبحت حجر عثرة حيث أوقفت المشروع، وصرح المسؤولون أن قرى مشلحة منتظرة بلدية الكدمي. ورغم التطور التقني والتكنولوجي الذي يشهده العالم من حولنا، يقول الشيخ غالب «إلا أن القرية تفتقد للهواتف، حيث إن الأبراج الموجودة كثيرة العطل، كما أنها لا توفر خدمة الجيل الثالث». ويرى محمد طميحي أن القرية مازالت مهمشة وبعيدة عن العالم، رغم وجود العديد من المرافق الحكومية التي تحتاج إلى خدمات الإنترنت، إلا أنه لا تتوفر في القرية هذه الخدمات التقنية حتى تتمكن من التواصل بإرسال البيانات بشكل سريع. وحاولت «عكاظ» التواصل مع الناطق الإعلامي بأمانة جازان طارق الرفاعي، حيث تم إرسال عدة رسائل منذ أسبوعين، إلا أنها لم تتلق ردا حتى إعداد هذا الخبر.