صالح ابو نخاع عضو مجلس ادارة الاتحاد السعودي لكرة القدم المنتخب، احد الشخصيات التي حضرت بصمت وتعمل حاليا في بصمت لانها تؤمن بأن العمل هو من يقود للتقييم وليس الصياح والصراخ والركض خلف الاضواء.. ومن هنا استطاع كسب ثقة المسؤولين وتقدير زملائه في الاتحاد من خلال ما يقدمه كمشرف للمنتخب الاولمبي ونظير النتائج المميزة للمنتخب والتي كان اخرها دورة الخليج الاولمبية التي حصد فيها الاخضر الاولمبي المركز الثاني بالقرعة. ابو نخاع تحدث بشفافية عالية وكشف عن حقيقة تعاون الاندية مع اتحاد الكرة، وعن تجاهل الاعلام لنجاحات اتحاد عيد ومسارعته لاظهار السلبيات. كما سلط الضوء على العديد من الموضوعات التي تخص مسيرة الاتحاد من خلال الحوار التالي: بداية، ما هو جديد المنتخب الاولمبي في المرحلة المقبلة؟ لا جديد، نحن للتو انتهينا من المشاركة في دورة الخليج الاولمبية التي اقيمت مؤخرا في المنطقة الشرقية وحققنا المركز الثاني بالقرعة، واعتقد اننا لو شاركنا بكامل نجومنا لحققنا الذهبية دون الحاجة الى اجراء قرعة، ولكننا سعينا من خلال هذه الدورة لان نقدم منتخبا شابا ممولا للمنتخب الاول، واعتقد اننا نجحنا في تحقيق ذلك، وايضا نحن نعمل وفق محورين الاول تجهيز لاعبين مميزين للمنتخب الوطني الاول وهذا ما تحقق وقدمنا مجموعة من اللاعبين امثال معتز هوساوي وفهد المولد ومصطفى بصاص وعبد الرحمن الغامدي وعبد الفتاح عسيري وعبد المجيد الصليهم ومحمد العويس، كما انه لم يستفد منهم المنتخب فقط وانما حتى الاندية فلاعب مثل معتز هوساوي لم يشركه الاهلي الا بعدما وجده جاهزا من قبل المنتخب الاولمبي. اما المحور الثاني فهو تحقيق منجزات على الصعيد الاولمبي باسم المملكة ولدينا مشاركة للمنتخب الاولمبي في بطولة كأس الخليج الى جانب النهائيات الاسيوية الاولمبية المؤهلة في نفس الوقت لاولمبياد 2016 المقبل لاسيما ان الوصول الى الاولمبياد يعني العودة للعالمية خصوصا اننا غائبون لسنوات طويلة. ولكن يبدو ان المركز الثاني في دورة الالعاب الخليجية كان طموحا لكم؟ طبعا لا، نحن قدمنا منتخبا شابا يفتقد للعديد من اللاعبين الذين كان يفترض ان يكونوا معنا، ودورة الخليج هي احدى المحطات التي تأتي ضمن برنامج متكامل وهي ايضا امتداد لبرنامج تم اعتماده منذ موسمين وحققنا فيه نتائج جيدة بحصولنا على المركز الثاني اسيويا وبطولة الخليج، مما دفع بمنتخبات كبيرة على الصعيد الاولمبي لطلب اللعب معنا من اجل الاحتكاك مع اللاعب السعودي ولديها استعداد كامل لتحمل مصاريف النقل والمعسكر وهذا دليل على تطور المنتخب. خلل كبير هل نفهم من ذلك بأن المشاركة في البطولات الحالية تعتبر اعدادا جيدا لتصفيات الالعاب الاولمبية الصيفية المقبلة 2016 في ريودي جانيرو؟ صمت قليلا وقال: لابد ان نكون صادقين وواضحين مع انفسنا، بلوغ الاهداف والطموحات لا يأتي بالكلام فقط وانما لابد ان يكون هناك عمل مكتمل من جميع الاطراف سواء داخل اتحاد الكرة ممثلا في ادارة المنتخب الاولمبي والجهاز الفني واللاعبين من جهة والاندية من جهة اخرى، ولكن حقيقة ومن خلال العمل السابق ومن خلال المخاطبات والمواقف غير المشجعة من قبل الاندية فإنني ارى ان هناك خللا في اعداد المنتخب قد لا يساعده في الوصول الى الالعاب الاولمبية الصيفية 2016 في ريودي جانيرو عطفا على الالية التي يسير عليها المنتخب الاولمبي مع الاندية والمتمثلة في عدم تعاون الاندية مع ادارة المنتخب الاولمبي من حيث عدم السماح للاعبيهم بالمشاركة مع المنتخب في البطولات الودية كالعاب الخليج الحالية في الدمام، وكذلك بطولة غرب اسيا ومشاركة المنتخب السعودي بالصف الثاني نظرا لعدم سماح الاندية للاعبيها بالمشاركة على اعتبار انها لا تأتي ضمن ايام الفيفا، في وقت نرى فيه ان المشاركة في مثل هذه البطولات مهمة جدا كاعداد للمنتخبات لخوض التصفيات المؤهلة للالعاب الاولمبية 2016 الصيف المقبل، كما هو حال منتخبات ايران والامارات وقطر التي تشارك بكافة اللاعبين الاساسيين من منطلق ان هذه البطولات خير اعداد للمرحلة المقبلة. يفهم من ذلك ان ادارة المنتخب تخشى من الاندية؟ بكل صراحة نخاف من ردة فعل الاندية عند محاولة الضغط عليها من اجل مشاركة لاعبيها على اعتبار ان الاندية ستلجأ الى النظام الدولي والذي لا يسمح للاعبين المحترفين بالمشاركة مع المنتخب الا في ايام الفيفا، بالتالي نحن نأمل من ادارات الاندية ان تقتدي بالاندية القطرية والاماراتية في تعاونها مع المنتخبات الاولمبية عندما تضع مصلحة الكرة الاماراتية او القطرية فوق كل اعتبار، بينما ان ادارات الاندية لدينا لا تنظر الا لمصلحتها، وبالتالي كثير منها ترفض مشاركة اللاعبين المحترفين مع المنتخب الاولمبي في البطولات التحضيرية والتي تكون ذات مردود فني قبيل المشاركة في التصفيات المؤهلة للالعاب الاولمبية مما جعل ادارة المنتخب تلجأ للامساك بالعصا مع المنتصف. بصراحة، ما هو رايك فيما طرحه بعض اعضاء مجلس الادارة وما وجهوه من انتقادات لعمل المجلس؟ لا شك انني اقدر كل وجهات نظر الزملاء على اعتبار ان كل واحد منهم حريص على المصلحة العامة، ولكن احيانا لا يكون الظهور الاعلامي حلا امثل لمعالجة المشاكل والسلبيات التي تصاحب عمل الاتحاد، فطالما ان كل عضو لديه القدرة على ايصال وجهة نظره بصورة مباشرة ومن خلال الاجتماعات، فإن من الافضل ان تطرح كل الملاحظات داخل الغرف المغلقة بالاتحاد لا سيما ان رئيس الاتحاد احمد عيد رجل مثقف وواع ويحترم وجهات النظر ويتقبلها برحابة صدر ولم يبد امتعاضه من اي وجهة نظر تنتقده، كما انه يمنح الاعضاء حرية الرأي دون ان تكون هناك اساءات او احراجات، لذا كان هناك عتب على بعض الاعضاء الذين اتخذوا وسائل الاعلام وسيلة، وأعتقد انهم لم يوفقوا في اختيار الطريقة فقط. أعراف العمل من حديثك يظهر عدم رضاك عن الانتقادات التي طالت الاعضاء من الداخل في وسائل الاعلام كما صرح بذلك الدكتور عبداللطيف بخاري في الفترة الاخيرة والتي كانت محل استنكار الاعضاء؟ الدكتور عبداللطيف بخاري شخصية ذات مكانة اجتماعية وعلمية ومن الشخصيات التي نستفيد منها في مجلس الادارة وله اضافات على العمل الاداري، وانا شخصيا اقدره وأجله واؤيده في بعض الملاحظات التي تحدث عنها، ولكني لست مؤيدا لفكرة ان تطرح عبر وسائل الاعلام، هناك بعض الاعراف في العمل لا سيما اذا كنت في مجلس ادارة فعليك احترام خصوصية العمل والمحافظة على اسراره، واذا قدمت ما لديك ولم تجد استجابة من قبل المجلس وشعرت ان العمل المقدم او المتفق عليه لا يتوافق معك فمن الافضل لك تقديم الاستقالة بهدوء، واذا كانت لديك ملاحظات وتريد ايصالها فعليك ان توصلها بصمت الى المسؤولين، لكن الحديث للاعلام عادة لا يحقق الاهداف وانما يثير البلبلة لا سيما ان من تنتقدهم هم اعضاء معك في مجلس واحد وتستطيع مقابلتهم والاتصال بهم بشكل دائم، لذا انا افضل الانتقاد داخل المجلس وهنا لا اعني الدكتور عبداللطيف بخاري بعينه بقدر ما اتحدث عن العموميات والتي يجب ان يلتزم بها كل عضو. الامر الاخر نحن في مجلس الادارة لدينا (قروب في الواتس اب) ونطرح كل الملاحظات ونناقشها ولا اخفي عليك اننا نتبادل الاراء ووجهات النظر واحيانا كثيرة نختلف في طرح وجهات النظر ولكن تظل كلها داخل البيت كاسرة واحدة، بالتالي يجب ان لا نلجأ الى وسائل الاعلام اطلاقا في معالجة قضايانا. اذن انت مؤيد للشكوى المقدمة ضد الدكتور عبداللطيف بخاري من بعض الاعضاء؟ اولا لم يتقدم اي عضو من مجلس الادارة بأي شكوى ضد الدكتور عبداللطيف بخاري اطلاقا، وانا لست مؤيدا لأي شكوى تقدم بحق اي عضو في المجلس، فما بالك ان يكون هذا العضو بحجم وقيمة الدكتور عبداللطيف بخاري. مرحلة انتقالية بعد مرور ثلاث سنوات، ما رايك في اداء الاتحاد؟ وهل بالفعل حقق طموح وتطلعات الشارع الرياضي؟ بصفتي عضو مجلس ادارة، ربما تكون شهادتي مجروحة بحق الاتحاد ولكن سأترك التقييم للمتابع الرياضي المنصف، فبصراحة معايير التقييم تختلف من شخص الى اخر وللاسف البعض يقيمه حسب استفادة ناديه ولكن لا احد ينكر ان الاتحاد السعودي حل كثيرا من الاشكالات على صعيد الاحتراف، وحتى ان حدثت مؤخرا بعض الملابسات الا ان كثيرا من المشاكل التي واجهت الكرة السعودية في السابق تم حلها، كما ساهم اتحاد الكرة في زيادة مداخيل الاندية وسداد ديونه المتراكمة، وهذه حقائق لا احد يستطيع ان يحجبها، ولكن عادة النقاد والمتابعين يربطون النجاح بالانجازات الميدانية ولا شك الكرة السعودية ومنذ زمن طويل فقدت توهجها الميداني وربما يحكم البعض على العمل الاداري داخل الاتحاد من خلال هذا المعيار، الامر الاخر والمهم ان الاتحاد الحالي هو اتحاد منتخب ومرحلة انتقال من مرحلة الى مرحلة مختلفة، فمن الطبيعي ان تكون هناك بعض الصعوبات التي تواجهه، وكان يفترض من كافة ادوات المنظومة الرياضية الوقوف معه ومساعدته وليس مهاجمته لا سيما ان الجميع يدرك ان بعض الصعوبات ليست بيد الاتحاد، فقد تحمل الاتحاد المنتخب تركة ثقيلة ومديونيات مالية ضخمة ومشاكل في التنظيم وفي الاحتراف ومشاكل في المسابقات وهذا لا يقلل من المجالس السابقة بالاتحاد السعودي ولكن آلية العمل اختلفت من عمل يقوم على شخص او شخصين الى عمل يقوم على مجلس كامل ويتعامل مع لوائح وانظمة، فأنا من وجهة نظري البسيطة الاتحاد السعودي انجز ولكن!. لكن ماذا؟ الان وللاسف الاعلام الرياضي لا ينظر الى منجز اتحاد القدم وانما يسلط الضوء على السلبيات ويمنحها مساحات كبيرة تشعرك بأنها سلبيات مفزعة، بينما يتعامل مع ايجابيات عمل الاتحاد بشيء من الخجل، في وقت فيه ان العمل في الاتحاد لم يكن بتلك الصورة المسيئة وانما كان عملا جيدا جدا وكان بالامكان ان يحقق نتائج افضل لو تعاونت الاندية ووسائل الاعلام معه، فقد تحول من اتحاد مديون الى اتحاد من اغنى الاتحادات، كما ان لجنة الاحتراف قدمت عملا كبيرا حدت به من ديون الاندية وايضا لجنة المسابقات اصبحت تقدم لنا روزنامة واضحة وصريحة، صحيح هناك بعض التأجيلات الخارجة عن ارادة الاتحاد لخصوصية البلد، لكن هناك نقطة مهمة ان من حسن حظ الكرة السعودية ان احمد عيد هو رئيس الاتحاد المنتخب، فالمرحلة انتقالية وتتطلب رجلا في هدوئه وحكمته في ظل هذا الصخب والصوت العالي الذي بات سمة رؤساء الاندية بغض النظر ان كانوا على حق او غيره، ولو كان احد غيره لربما احتقنت الساحة اكثر مما هي عليه، فاحمد عيد استطاع امتصاص تبعات التغييرات الجذرية التي شهدتها التركيبة الخاصة بالاتحاد السعودي الذي عمل لفترات طويلة بنظام التعيينات، لذا اتوقع ان يكون الاتحاد السعودي الجديد اكبر المستفيدين من العمل الذي قدمه الاتحاد الحالي، وكذلك سيستفيد من الاخطاء التي واكبت عمل اتحاد عيد.