في نظر البعض لم يعد البريد موصوفا بالسرعة بعدما لاحت مؤخرا مظاهر تأخير وبطء لا مسوغ له، وهو الأمر الذي دعا كثيرا من المواطنين إلى مطالبة الجهة المعنية بتحسين خدمات البريد ومعالجة خلل التأخير حتى لا تتعطل مصالحهم. وقالوا إن المنظومة البريدية ترتبط ارتباطا وثيقا لا فكاك منه ببعض الخدمات اليومية والمراجعات المستدامة وأي خلل في دوران النشاط يعني التأثير السلبي غير المبرر على الآخر لاسيما أن بعض الخدمات تتلازم معها غرامات تأخير يتحملها المراجع بسبب بطء البريد أو إهماله على حد قول بعض المتحدثين. الدقة والسرعة المطالبات بتحسين خدمات البريد لم تتوقف خصوصا بعدما تعرض البعض إلى إضرار كبيرة اضطروا معها إلى دفع غرامات مثل معاملات الإقامات وغيرها. وحث المستفيدون أجهزة البريد بمزيد من الدقة والسرعة أو تعويض المتضررين عن أخطائها حال تأخر الوصول. في المقابل ترى فئة أخرى أن مفهوم البريد بشكله المعروف غائب كما أن ثقافة التعاملات البريدية تحتاج إلى مزيد من التوسع والتعزيز والإرشاد والمأمول في هذا الجانب هو تعزيز المفهوم وتعميمه بصورة صحيحة كما يحدث في بعض بلدان العالم باعتبار أن البريد جزء من ثقافة المجتمع وأدواته التي لا غنى عنها. بعضها لا تحتمل يقول عبده عسيري أحد المتعاملين مع البريد إن التأخير من أكثر المشكلات التي يعاني منها المشتركون، ويضيف أن مشكلة التأخير تكررت معه أكثر من مرة. فهناك بعض الطرود تحتمل التأخير، وبعضها لا تحتمل، خصوصا تلك التي ترتبط بمعاملات حكومية في الجوازات والإقامات التي تبعث عن طريق البريد، ويترتب على التأخير غرامات مالية في حال تأخر وصولها عن موعدها. ويأمل عسيري من البريد أن يرتقي بخدماته، وأن يعالج مشكلة التأخير، وأن يضمن الدقة ما أمكن، ويلتزم بتسليم الرسائل والطرود البريدية في مواعيدها لاسيما الطرود المرتبطة بخدمات عاجلة تترتب على تأخيرها غرامات وجزاءات. على ذات النسق يمضي حسين القحطاني، إذ يرى أن ارتباط خدمات البريد ببعض المعاملات الحكومية يستدعي تطوير الخدمة، والتزامها بعنصر الدقة، مع ضرورة التزام «البريد» بتعويض المتضررين من تأخر وصول معاملاتهم. معتبرا أن ارتباط المعاملات بالبريد أمر جيد ومطلوب غير أن الارتقاء بخدمات البريد ودقتها من أوجب الواجبات. رغم التكنولوجيا عزيز المناع يتحدث عن ما أسماه قصورا في الوعي بأهمية البريد الذي يعتبر من المحاور المهمة التي لا يستغني عنها المواطن في كافة الدول حتى مع تطور وسائل التكنولوجيا الحديثة. وينبغي أن يكون التطوير في تعزيز الوعي بقيمة البريد، وضمان التزامه بالجودة، والدقة المطلوبة. ويعتقد إبراهيم القثامي من جانبه أن الخدمات البريدية شهدت تطورا في الآونة الأخيرة وصولا إلى خدمة «واصل» وغيرها من الخدمات البريدية التي ترتبط بمعاملات حكومية، ولا بد من تعزيز الوعي بأهمية البريد، والارتقاء بخدماته في ظل ارتباطه مؤخرا ببعض المصالح الخدمية. ويرى جمال الغامدي أن بعض خدمات البريد تطورت مؤخرا، لكنها لاتزال دون المستوى المأمول، ويشاطره أحمد الحوباني الرأي مضيفا: التأخير من أكثر المشكلات التي يعاني منها عملاء البريد، ونتمنى التغلب عليها، والالتزام بعنصر الدقة في إرسال الطرود وتسليمها في موعدها المحدد.