أجرة راكب كنا ندفعها لسائقي سيارات الأجرة المتجهة من الاحساء إلى الدمام مقابل نقل صور تغطية المناسبات التي نرغب في وصولها إلى مقر الجريدة عاجلاً فقد كانت خدماتهم السريعة والمستمرة على مدار الساعة قد وطدت العلاقة بيننا كفريق لتحرير اليوم في الاحساء وبعض السائقين دون ان تشفع هذه الصلات في خفض الأجرة التي كنا ندفعها بطيب خاطر مقابل أضعاف المبلغ فيما لو استخدمنا خدمات البريد الممتاز الذي تغلق أبوابه مبكراً بينما تصل رسائله متأخرة وحسب مزاجية الموزع غالبا , كنت أتذكر قصور الخدمات البريدية المزمن عندما طالعت خبر امتعاض رئيس المؤسسة العامة للبريد الدكتور محمد بن صالح بنتن من خسارة المؤسسة مبلغ 13 مليار ريال سنويا جراء منافسة مؤسسات النقل غير المرخص لخدمات البريد في المملكة , لعل المؤسسة تناست في أي زمن نعيش الآن وأي سرعة تحكم تواصلنا في النت والبريد الفوري وثورة تقنيات الاتصال المتنوعة والمتطورة , بينما بريدنا يصد عن كل ذلك بل ويلزمنا بإطفاء بعض خسائره بالصبر على خدماته السلحفائية وأسعاره المولعة سواء في مجال نقل الرسائل أو حتى الطرود فالمبلغ كبير الحجم جداً ومروع خاصة إذا صدر من مسئول بحجم رئيس عام المؤسسة التي ربما عجزت ان تلاحق تقنيات الصنعة وفنون تطورها رغم ارتفاع أجور البريد والزيادة المنفرة لرسوم الصناديق البريدية التي صنفت ما بين عائلي وتجاري وإلزام المشتركين بتحديد عدد من الأسماء الممكن قبول بريدهم عليها , ولعل المؤسسة تناست في أي زمن نعيش الآن وأي سرعة تحكم تواصلنا في النت والبريد الفوري وثورة تقنيات الاتصال المتنوعة والمتطورة , بينما بريدنا يصد عن كل ذلك بل ويلزمنا بإطفاء بعض خسائره بالصبر على خدماته السلحفائية وأسعاره المولعة سواء في مجال نقل الرسائل أو حتى الطرود , وأعود إلى المؤسسات غير المرخصة للنقل بين مدن المملكة التي حملها بنتن مسئولية الخسارة وحتى الشركات المرخصة وأقول لهم جميعا " برافو " فقد سبقتم بخدماتكم وأسعاركم بريدنا العتيد الذي لو حسب أجور البريد الرسمي لربما فاق دخل مؤسسته حدود التوقع , ولكن على المستوى الفردي هناك نوعية وكلفة منفرتان من خدمات البريد والطرود ففي حين يصلك موظف شركة البريد الخاصة إلى باب بيتك أو مكتبك ليسلمك أو تسلمه بريدك يدا بيد مع ابتسامة عريضة وفي أوقات قياسية بينما موظفو البريد " الموروثون " من وزارة البرق والبريد والهاتف تلازمهم الكثير من هموم الترسيم وعوائد المهنة وتتعطل مع ذلك الخدمات الحديثة كمشروع واصل وصناديقه ونمطية الخدمات المميزة التي ننتظرها جميعا لتطوير أداء بريدنا المعلن خسارته , أعود إلى عنوان المقالة أعلاه فقد مات والدي يرحمه الله وأموات المسلمين وفي نفسه إحباط من خدمات البريد حينما أرسل رسالة من الاحساء إلى الرياض تخص معاملة رسمية طلب لها بعض الأوراق الإضافية إلا انه تأخر وصولها بريديا فما كان إلا ان أعود إلى أصدقاء الماضي في محطة سيارات الأجرة وسط الهفوف حيث تكفل احدهم بإيصال نسخة أخرى من الأوراق المطلوبة في نفس اليوم إلى الجهة المعنية مقابل أجرة راكبين بينما رسالة البريد لم تصل إلا بعد وفاة الوالد , فالناس تبحث عن فعالية الأداء وسرعته لانجاز أعمالهم وهذه رسالة أوجهها إلى معالي الدكتور بنتن لعلها تبرر اتجاه الناس وثقتهم في النقل غير المرخص طالما ظلت العطلة والأسعار المرتفعة تلازم مؤسسته العريقة . [email protected]