ينتقد أهالي المظيلف ودوقة -شمالي القنفذة-، الأمر الواقع الذي تفرضه عليهم أمانة جدة، تحت شعار «عيشوا حياتكم»، متناسية أن بقاء معاناتهم على ما هي عليه لا يعني إلا شعار «عيشوا نهايتكم». وفيما يتضارب الشعاران، يشير كثير من أهالي المظيلف إلى ذلك المثلث القاتل المتمثل في الطريق السريع، والذي ربما لا يعني -حسب وصفهم- الكثير بالنسبة للأمانة، لكنه يعني لهم كل شيء، إذ تسابق قلوبهم، أقدامهم عندما يحاولون عبور مثلث المظيلف، في ظل شبح الدهس الذي يظل ملازما إياهم، وسط غياب تام للجسور، بالرغم من تكرار المطالبات وصراخ الآهالي من مشاهد الأشلاء والدماء. وقال ل «عكاظ» كل من حسن القرني وعلي الزبيدي ومحمد الراشدي أنهم يضعون أياديهم على قلوبهم في كل مرة يقومون بعبور المثلث من ضفة لأخرى، بسبب المركبات التي تسابق الرياح. مضيفين أن الكثير من حالات الدهس جرت في المثلث الواقع على الطريق الساحلي العام جدةجازان إضافة للطريق العام المخواة المظيلف. وأضاف حسن القرني وهو من المترددين على مركز المظيلف لزيارة أقاربه أنه ينتابه قلق شديد طوال ساعات الليل والنهار على فلذات كبده الذي يقومون بالتنقل على أقدامهم بين ضفتي الطريق مع أقاربهم من سكان المظيلف من أجل شراء بعض المستلزمات من المحلات التجارية الواقعة على ضفتي الطريق، حيث تعبر المركبات بسرعة عالية سواء على الطريق الدولي جدةجازان أو الطريق المقابل المظيلف المخواة والتي تنتشر على جنباتها المراكز التجارية ومحلات بيع الأغذية والبوفيهات والمطاعم وهو الأمر الذي يجبر السكان وحتى المسافرين إلى إيقاف مركباتهم في جهة والتنقل على أقدامهم للجهة الأخرى لشراء مستلزماتهم أو الوصول للأماكن التي يرغبونها. وأضاف كل من علي الزبيدي وخالد الزهراني أنه بالرغم من مطالبات السكان منذ فترات طويلة بضرورة إنشاء جسور مشاة لتقليل حالات الدهس والتي راح ضحيتها الكثبر على مدار سنوات عدة إلا أن تلك المطالب لم تنفذ على أرض الواقع. وأوضح حسين الشيخي وهو أحد سكان مركز دوقة وكذلك أحد الموظفين في إحدى الإدارات الحكومية بالمظيلف أن هناك حركة كثيفة للمركبات سواء على الطريق الدولي الساحلي جدةجازان، وكذلك على الطريق العام المظيلف المخواة، ومع ذلك لا يوجد جسر مشاة يقي السكان والموظفين والعابرين من الدهس، مطالبا الجهات المعنية بالتحرك السريع من أجل إنشاء جسور مشاة لحقن الدماء. ويضيف محمد الصمداني وأحمد محمد، أن الفترة الصباحية خاصة تشهد عبور مئات الطلاب لضفتي الطريق الدولي جدةجازان وتحديدا في مثلثي مركز المظيلف وكذلك مركز دوقة من أجل التنقل بين منازلهم والمدارس فضلا عن مرور النساء بصحبة أطفالهن وكذلك كبار السن على مدار اليوم خاصة في فترات المساء من أجل الوصول للمراكز التجارية والصحية في الضفة المقابلة لمنازلهم أو حتى الوصول للمساجد وهو أمر يحتوي على كثير من المخاطر، ويهدد العابرين بالدهس وذلك للكثافة المرورية على مدار الساعة على الطريق الدولي إضافة للطريق العام المظيلف المخواة متمنيا إنشاء الجسور في أسرع وقت ممكن. وفيما تواصلت «عكاظ» مع مدير العلاقات العامة والناطق باسم أمانة جدة والتي تتبع لها بلدية المظيلف محمد عبيد البقمي، للاستفسار عن الجديد بشأن مطالبات المواطنين بإنشاء جسور مشاة، علق بأن الأمانة تتلقى طلبات إنشاء جسور المشاة من البلديات الفرعية التابعة للأمانة سواء في المظيلف أو القنفذة أو غيرها من البلديات التابعة لها وذلك بعد وقوف لجنة متخصصة لدراسة حاجة المواقع لإنشاء جسور مشاة ثم تقوم الأمانة باستقبال تلك الطلبات ويتم رفعها لوزارة الشؤون البلدية والقروية من أجل إدارج تلك الطلبات ضمن الميزانيات في الوزارة.