غياب جسور المشاة على طريق الساحل الدولي يعرض الذين يعبرونه على أقدامهم ليل نهار للموت تحت عجلات المركبات المسرعة، حيث يشهد الطريق بداية من جدة شمالا وتحديدا من حي الخمرة الذي يعد بوابة جدة الجنوبية وصولا إلى محافظة الليث ومراكزها وجنوب محافظة القنفذة، كثافة سكانية عالية على جانبيه إضافة للكثير من المزارع والمراكز التجارية والمطاعم والمقاهي والورش الصناعية والدوائر الحكومية. «عكاظ» رصدت هذه المعاناة في عدد من المواقع أهمها المراكز التابعة لمحافظة القنفذة في المظيلف والقوز وحلي ودوقة، ولم تكن مراكز محافظة الليث أحسن حالا من سابقاتها كما يقول كل من محمد الزبيدي وعقيل الشيخي، حيث قضى العشرات دهسا في مركز حفار شمال القنفذة خلال السنوات الماضية إضافة لتعرض معظم الناجين من هذه الحوادث إلى إعاقات دائمة كان آخرها حادثة دهس طفل تحت عجلات إحدى المركبات على الطريق الدولي وتحديدا في مركز حفار شمال مدينة القنفذة قبل عدة أشهر، وقد أدى دهسه لفقد قدميه حيث تم بترهما لتهتكهما بشكل كامل حسب تقرير الأطباء ورغم مرور عدة أشهر على تلك الحادثة مازال الوضع كما هو عليه. ومن جانبه عبر كل من علي عقيل وعلي الزبيدي وأحمد الحازمي عن تضجرهم من الوضع الذي يعاني منه العابرون للطريق خاصة بالقرب من مداخل المدن والمزارع، حيث أوضح علي عقيل أن العابر على قدميه أمامه خياران لا ثالث لهما إما النجاة أو الموت والخيار الثاني هو الأقرب، مضيفا أن حالات الدهس أصبحت تمثل روتينا في ظل غياب جسور المشاة خاصة بجوار المدن والمزارع على جانبي الطريق الذي لاتهدأ حركته ليل نهار، مستغربا تجاهل الجهات المعنية إنشاء جسور مشاة في تلك المواقع لتجنيب العابرين الهلاك تحت عجلات المركبات المتهورة. وأضاف أحمد الحازمي أن آخر حالات الدهس مقتل رجل ستيني نتيجة دهسه عندما كان يحاول مرور الطريق إلى الجانب الآخر بالقرب من مركز الأحسبة شمال مدينة القنفذة، مطالبا بضرورة تدخل الجهات المعنية لإنقاذ أرواح الأبرياء. إلى ذلك أكد مسؤولون في أمانة جدة التي تتبع لها بلديات القنفذة، المظيلف، حلي، الليث، والشواق، أن عملية إنشاء الجسور داخل المدن في الأماكن المحتاجة لها من عدمه مهمة تشترك فيها الأمانة مع عدة جهات كالمرور وغيره.