يتنفس شارع الستين في بعض محاوره رائحة الموت، نتيجة لكثرة الحوادث التي تقع على مساره خاصة في منطقة البوادي التي بها أسواق تجارية ومولات على ضفتي الشارع. وأجمع عدد من سكان الحي وأصحاب المحال التجارية أنهم يستفيقون بين الحين والآخر على حوادث دهس منطقة الأسواق، مؤكدين أن مشروع جسر المشاة الذي كان من المنتظر افتتاحه قبل ثلاث سنوات أصبح محلك سر، إذ لم يكتمل جسده ما أدى إلى تفاقم حوادث الدهس. يقول خالد عبدالغني عبده «لا ندري ما الأسباب الحقيقية في تأخر إنشاء الجسر، فقد مضت مدة طويلة وهو على حاله هذه دون أن نرى تطورا ملموسا». وأضاف بقوله «تفاءلنا حينما رأينا الأعمدة بعد تركيبها، وتوقعنا أن الجسر قيد التنفيذ، ولكننا فوجئنا بتوقف العمل فيه. ولا أعتقد بأن إنشاء جسر للمشاة يستغرق كل هذه المدة لتنفيذه، فنتمنى أن نعرف الأسباب الحقيقية لتأخر إنشائه». ويقول خالد الشعراني: من الضروري إنشاء جسر للمشاة على هذا الشريان خاصة في المواقع التي تكثر فيها حوادث الدهس لاسيما أن الجسر غير المكتمل يربط بين منطقتين سكنية وتجارية. وأضاف بقوله «شاهدت بنفسي خلال ثلاثة أعوام ست حالات دهس فلماذا التباطؤ في إنشاء هذا الجسر؟ الذي سيخفف كثيرا من حوادث الدهس، ويسهل عبور المشاة». ويعبر صالح باخضر عن وجهة نظره وهو يستند إلى عصاه قائلا: نتمنى أن يتم إنشاء الجسر في أقرب فرصة ولكنني أعتقد بأن ارتفاعه غير مناسب، إذ أن ارتفاع مسار الدرج إذا ظل بهذا الارتفاع الذي أشاهده سيرهق المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة لذا أتمنى في حال إنشائه أن يتم النظر في هذه النقطة. ويقول مدحت سليم «ينبغي الانتهاء من الجسر في أسرع وقت حيث إنه سيحد كثيرا من حوادث الدهس التي تحدث هنا وفي تصوري لا بد أن نتحرك عاجلا، ونضع حدا لحوادث الدهس وذلك بإنشاء جسور متكاملة للمشاة خصوصا في المواقع التي ترتفع فيها مثل تلك الحوادث». ويقول حمدان عبدالكريم «هذه ثالث سنة تقريبا، ولاتزال الأعمدة على حالها، والجسر لم يكتمل إنجازه بعد فمن المفترض أن تشهد المشاريع التي تتعلق بأرواح الناس وسلامتهم الاهتمام الذي تستحقه سواء في سرعة إنجاز المشروع، أو تسليمه على أكل وجه». ويوافقه محمد سعيد الرأي ولكنه يضيف قائلا: عبور شارع الستين في المنطقة التي تزخر بالأسواق في ظل عدم وجود جسر للمشاة عملية محفوفة بالمخاطر خاصة للنساء والأطفال اللذين يضطرون لعبور الطريق. واستطرد بقوله إن سكان المنطقة استبشروا كثيرا عقب مشاهدتهم للأعمدة، إلا أنهم تعجبوا من تأخر افتتاج الجسر، وبقائه على هذه الحالة طوال هذه المدة. ويقول عمر العمودي «عدم وجود جسر للمشاة في الشارع الذي يفصل بين منطقتين سكنية وتجارية يثير قلق الآباء على أطفالهم خاصة مع ارتفاع حوادث الطرق، بالإضافة إلى كون المكان نفسه مكتظا بالحركة مما يجعل من الضرورة إنشاء جسر للمشاة يسهل عبورهم، ويقلل من نسبة حوادث الدهس التي تحدث فيه». ويقول عبدالله أبو طالب «تأخر إنشاء الجسر ولا شك بأن وجوده سيساهم بشكل كبير في انخفاض حوادث الدهس التي تحدث في هذه المنطقة تحديدا مما سيوفر بالتالي عبورا آمنا للمشاة وبالأخص النساء والأطفال الذين قد يقعون فريسة للحوادث المرورية، ومصيدة لقائدي السيارات المتهورين». وبدوره، أوضح علي الغامدي المتحدث الإعلامي لهيئة الهلال الأحمر بمنطقة مكةالمكرمة أن البلاغات التي تلقتها عمليات الهلال الأحمر بجدة ما بين قريش والفلك وأمام سوق البوادي سبعة عشر حالة دهس وذلك في خلال شهرين ونصف الشهر فقط. وعلى صعيد آخر، أوضح سامي الغامدي مدير المركز الإعلامي بأمانة جدة أن جسر المشاة الواقع على شارع الستين أمام سوق البوادي لايزال في مرحلة الدراسة والتصاميم حيث تعمل الأمانة على إعداد خطة شاملة لتنفيذ وإعادة تصميم عدد من جسور المشاة في مواقع متعددة من المحافظة والجسر المذكور قيد الدراسة والتصميم وسيتم طرحه مع جسور أخرى فور الانتهاء من دراستها.