أكد الباحث سالم بن محمد آل جفشر، طالب الدكتوراة في كلية الاستشراق بجامعة فيينا، تأثير الإعلام على الثقافة الشعبية واللهجة العسيرية. وأوضح آل جفشر، في ورقته «مظاهر من لهجة منطقة عسير» بالمؤتمر الدولي ال 11 للهجات العربية في عاصمة رومانيا بوخارست، أن وسائل الإعلام أثرت على تطور اللهجة العسيرية، خصوصا في مسيمات الأشياء وعادات وتقاليد المنطقة في غنائهم وفنونهم الشعبية، كالعارضة والدمة. وتطرق إلى أبرز تلك الظواهر اللهجية في منطقة عسير وبين أهميتها، مما دعا كثيرا من المستشرقين إلى التعرض لها للكشف عن خصائصها والإحاطة بمظاهرها. وتناولت ورقة بحث سالم جفشر مدى تأثير طبيعة المكان الذي يقيم فيه سكان المنطقة خاصة في سلسلة جبال السروات مما يشكل وجود مانع من التواصل مع باقي القبائل المجاورة محتفظين ببعض المفردات وبعض الظواهر اللهجية القديمة. وعرض الباحث دلائل لتواجد قبائل أخرى مثل قحطان والذين يقيمون في سراة عبيدة، وشهران المتواجدين في خميس مشيط، وقبائل عسير في أبها ورجال ألمع مازالوا يستعملون بعضا من المفردات المنقولة من اليمن القديم. وبين بإيجاز بعض قبائل منطقة عسير وحلل بعض ظواهرها اللهجية ومنها قبيلة «بنو الحارث بن كعب أو كما يطلق عليها بلحارث بن كعب»، حيث يقطن بعض بطونها حاليا الحجاز والأخرى في وادي ترج بيشة في إقليم عسير. كما تعرضت الورقة لظاهرة المطابقة بين الفعل وفاعله عند أزد السراة، حيث إنهم يلحقون علامة تثنية للفاعل المثنى، وعلامة جمع للفاعل المجموع. ولا تزال هذه اللغة تسمع - إلى اليوم - في مناطق كثيرة من السراة، فتسمعهم يقولون: «خرجوا الجماعة من المسجد»، و«نجحوا أولادك» فيلحقون (واوا) كعلامة للجمع. وتعرض جفشر لبعض الظواهر اللهجية الأخرى مثل: استعمال الألف والميم كأدوات للتعريف وهي ما يعرف بطمطمانية حمير، واستعمالهم الألف والباء للتعريف، وهي في لهجات القبائل التي تسكن سفوح جبال السراة باتجاه الغرب وتهامة، وهم قبائل بللحمر وبللسمر وبلقرن كقولهم: شرقت امشمس. وأشار إلى ميل بعض سكان المناطق التهامية إلى حذف همزة القطع في بعض الكلمات، وفتح ما بعدها عوضا عنها، نحو قولهم: حمر، خضر، أي: أحمر وأخضر وأوضح أن سكان السروات يشتهرون بإعمالهم الإبدال بين الكاف من جهة والشين من جهة أخرى فيما يسمى ب«الكشكشة» مثل قولهم: أبوش، وما عليش، يريدون: أبوك، ما عليك، وش حالش؟ يريدون: كيف حالك؟ أو عساش بخير أي عساك بخير.