للمفردات الجنوبية لون خاص يميزها عن باقي اللهجات وتختلف مفرداتها وطريقة نطقها بين اهالي السراة وتهامة، وهناك مفردات أخرى يتحدث بها اهالي الصدر -وهم من يسكنون صدر جبال تهامة بين قمة السراة واسفل تهامة- لا يعرفها سواهم، وقيل انهم كانوا يتحدثون بها في حال الحرب ويرى الكثير من كبار السن ان تلك المفردات بدأت في التلاشي مع العولمة واندماج المجتمع والهجرة للمدن الكبرى. فيقول العم سعيد غرم الله الغامدي: ان اللهجات الجنوبية تختلف بين قبيلة وأخرى، ولكن ليس بالاختلاف البعيد، فتجد المفردات التي يتكلم بها غامد وزهران في السراه أقرب اليها من قبائل تهامة، كما ان الكثير من المفردات تلاشت من ذاكرة ابناء الجيل الحالي بسبب الهجرة للمدن الكبرى والاختلاط بين اطياف المجتمع. وعن بعض الكلمات قال الغامدي: المفردات كثيرة، ومنها: «متى ما التهمت»، ونعني بها «متى ما اتذكر»، «قطّب الجمل» بتشديد الطاء ونقصد بها «امسك الجمل حتى لا يهرب»، «ادعب» ومعناها «الأمر بالنزول من مكان عال الى مكان منخفض»، وايضا «فلان عنده قاله»، «أي انه مصر على الخطأ»، جهمه وهو «الصباح الباكر»، ويقولون في الماضي عن الماء البارد ب»الماء الصامط»، واتعيا به، ونعني بها «أفكر ما به». ويضيف: من الكلمات ايضا «اقفض»، ومعناها «استعجل»، وايضا «بنّته» بتشديد النون، وتعني «رائحته»، وايضا كلمة «اصه» بمعنى «امر بالسكوت». وذكر الدكتور احمد قشاش في بحثه «الازد ومكانتهم في العربية» ان المفردات الجنوبية اقرب اللهجات من غيرها للفصحى، واستشهد بما ما ذكره حمد الجاسر في فصاحة سكان السروات «إلى كون بلادهم بعيدة عن الاختلاط بمن ليس عربيًا، فطرق القوافل التجارية وطرق الحجاج الذين يأتون من خارج الجزيرة كلها لا تمر بهذه السروات، ومن هنا قل اختلاط أهلها بالأعاجم فصفت لغتهم وخلصت من العجمة. ويرى قشاش: أن الآن بدأت المفردة الجنوبية تتلاشى عن ذي قبل بحكم اندماج المجتمع. واضاف عبدالله طامية: ان لهجة اهل الجنوب هي اقرب اللهجات الى الفصحى، وكثير مما نتحدث بها نجده في اصل اللغة، ومن هذه الكلمات «هب لي» وهي مذكورة في القرآن الكريم وايضا هبط بمعنى «نزل». وقال سعيد عبدالرزاق: ان هناك لهجات في الجنوب لا يعرفها الا اهلها كما هو معروف من لهجة اهالي فيفا واهالي صدر تهامة في الباحة، وكانوا يتحدثون بها في حال الحروب كنوع من التمويه على الاعداء، فهؤلاء لهم لهجتهم الخاصة لا يعرفها سواهم واعتقد ان الجيل الحالي من ابنائهم لا يتقنوها.