وصف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله أخاه الراحل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بأنه رمز للأمن والأمان خدم دينه ووطنه على أكمل وجه. وقال - حفظه الله - في مقدمة كتاب «رجال صدقوا» للواء ركن الدكتور بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود» «الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله- ثراه عندما وحد المملكة العربية السعودية أرسى دعائمها على بنيان راسخ متين، عماده التمسك بالعقيدة الإسلامية السمحة، وخدمة الحرمين الشريفين اللذين شرف الله قادة هذه البلاد وأهلها بخدمتهما وأعلى مكانة هذه الدولة باحتضانها لهما وأنعم علينا بخيرات عظيمة وهبات كريمة، وقد بنى الملك عبدالعزيز تربيته لأبنائه على أسس من الإيمان الصادق بالله العظيم وكتابه الكريم والتمسك بهدى نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وأن يكونوا جنودا مخلصين لوطنهم الكريم فحملهم أعباء المسؤولية في سن مبكرة. وعلى هذه الأسس الطيبة نشأ وترعرع أخي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- متمسكا بدينه مخلصا لمليكه محبا لوطنه، خدم دينه ووطنه على أكمل وجه وبذل تضحيات مخلصة وعطاءات بناءة حتى أصبح رمزا للأمن والأمان في وطن أصبح مضرب المثل للأمن والأمان، وقد كان للأمير نايف -رحمه الله- مكانة عظيمة في التاريخ السعودي الحديث، بما بذله من جهود مخلصة على مختلف الأصعدة للسهر على أمن هذه البلاد ووحدتها واجتثاث منابت الفتن وإعلائه مكانة المملكة عربيا وإسلاميا وعالميا، وحرصه الدائم ومحبته الأكيدة لأبناء هذا الوطن. نسال الله للأمير نايف بن عبدالعزيز الرحمة الواسعة وأن يجزيه خير الجزاء لقاء ما قدم لأمته ووطنه وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته وأن يعلي درجاته في مستقر رحمته. والحمد لله رب العالمين». استعرض المؤلف في الكتاب حياة الأمير نايف منذ ولادته ونشأته بقوله: «لم يمر عام واحد على توحيد المملكة العربية السعودية حتى جاءت ولادة الابن الثالث والعشرين للمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمهما الله، ففي تلك الأجواء المليئة بالانتصارات والمشحونة بالوحدة والمدفوعة بعقيدة دينية صادقة والمكتنزة بالعزم على تطوير البلاد ونبذ الخلافات وتوحيد الصفوف جاءت ولادة الأمير نايف في مدينة الطائف عام 1353ه 1934م. من والدته الأميرة حصة بنت أحمد بن محمد السديري الزوجة السادسة للملك المؤسس». وتناول اللواء ركن الدكتور بندر آل سعود نشأة الأمير نايف -رحمه الله- ومراحل دراسته المختلفة التي بدأت بمدرسة القصر ثم مدرسة الديرة في العام 1328ه التي درس فيها الجيل الأول من أبناء الملك عبدالعزيز وعدد من الأمراء والطلاب. ومن ثم مدرسة الأمراء وواصل الأمير نايف التحصيل العلمي حتى كون شخصية جامعة تمثلت في الإدارة السيادية والأمنية والسياسية فضلا عن عقلانية تدرك جيدا قيمة الدولة، وأهمية ترسيخ الوحدة الوطنية التي تعد مسالمات ضرورية لتوطيد العلاقة بين أبناء الوطن الواحد باتفاق كل رجال السياسة ومنظريها على اختلاف مشاربهم. لقد كان نايف شريكا أساسا في صناعة القرار السعودي وأحد القيادات الرئيسة في بناء الدولة السعودية واحد رجالاتها الكبار في حفظ أمنها وضمان استقرارها يشهد بذلك هذا الإرث المشرف الحافل بالمسؤوليات الجسيمة والملفات المتعددة الشائكة سياسا وأمنيا وإعلاميا وإنسانيا التي تعامل معها نايف بحنكة وقدرة ومهارة عالية وذكاء منقطع النظير . وأضاف الأمير بندر: أن الأمير نايف بن عبدالعزيز كان صاحب فكر عميق وإدراك واسع وإلمام شامل بأدق تفاصيل مقومات سلامة الأوطان فانيا حيتاته الحافلة بالبذل والعطاء. 60 عاما في خدمة الوطن لخص اللواء ركن الأمير بندر حياة الأمير نايف بعنوان 60 عاما في خدمة الوطن استعرض فيها مناصبه بدءا من تعيينه وكيلا لإمارة منطقة الرياض في عام 1371ه، ثم أصبح أميرا لمنطقة الرياض 1372ه فنائبا لوزير الداخلية عام 1390ه فنائبا لوزير الداخلية بمرتبة وزير عام 1394ه فوزير دولة للشؤون الداخلية عام 1394ه فوزيرا للداخلية عام 1395ه، وأصبح النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء في 30 من ربيع الأول 1430ه فوليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية 29/11/ 1432ه. كما تناول المؤلف أبرز اللجان والمجالس التي ترأسها الأمير نايف وتأسيسه لعدد من الجوائز الهامة منها جائزة السنة النبوية في عام 1423ه. رثاء نايف نثرا وشعرا بعد أن قدم المؤلف سيرة عطرة للراحل في صفحات استثنائية من كتاب استثنائي قسم الكتاب إلى جزءين لرثاء الراحل ما بين الشعر والنثر وبعناوين «رثاء نايف نثرا، رثاء نايف شعرا». بدأ المؤلف باب رثاء نايف نثرا بكلمات رثاء مؤثرة كتبها المؤلف اللواء الركن الدكتور بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود ثم كلمة بعنوان «أسد السنة» للشيخ عادل الكلباني، «رحل درع الوطن عراب الأمن» للأمير منصور بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود، «لن ننساك يا نايف» للأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل، «إنجازات الأمير نايف جعلت المملكة مرجعا يحتذى به في التعامل مع القضايا الأمنية الشائكة» للأمير فهد بن عبدالله ، «نايف» لبدر بن سعود، وعدد كبير من الكلمات النثرية التي واكبت استثنائية الكتاب. وفي الباب الثاني من الكتاب وبعنوان رثاء الأمير نايف شعرا حوى على عدد كبير من القصائد الشعرية لكبار الشعراء من أبرزها «عزيت في فقدك الأفلاك والقمرا» للشاعر عبدالله بن سعود الدويش وقصيدة «نايف» للشاعر الدكتور أحمد بن محمد الأهدل، «حادث جلل» للشاعر إبراهيم خفاجي، «أيها النايف الذي غاب عنا» للواء محمد حسن العمري، «فجعت بك الدنيا» للدكتور علي بن مشرف الشهري. الكتاب يحمل بين طياته تاريخا وإرثا لرجل عمل بإخلاص حتى أصبح رمزا وأسطورة للأمن والأمان كما وصف في الكتاب.