تتوسط أعمدة كهربائية الكثير من الشوارع في منطقة جازان؛ ما يشكل خطرا على العابرين، في وقت باتت المطالبات بإزالتها لا تجد آذانا صاغية. وتذمر عدد من أهالي جازان من تجاهل أمانة وبلديات المنطقة إزالة تلك الأعمدة، التي تتوسط الشوارع خلال سفلتة شوارع المدن والقرى والأحياء، حيث لا يتم التنسيق مع شركة الكهرباء لهذا الغرض، ولا يتم انتظار الشركة لحين الإزالة، ولا تبادر الشركة بالإزالة حرصا على حياة العابرين، لتتحول تلك الأعمدة الكهربائية إلى مهدد حقيقي للسائقين في معظم المحافظات والقرى. وتحدث ل «عكاظ» عدد ممن عبروا عن استيائهم من ذلك الوضع المميت، حيث شكا كل من جابر مطلا وحسين مطاعن ومحمد مثمي وأحمد طعنون وعيسى طالبي من قرية الملحاء بمحافظة صبيا، أن قريتهم تعاني من توسط عدد من الأعمدة في الطرقات والشوارع، التي تسببت في الكثير من الحوادث المرورية خاصة في المساء، مهددة بخطورة بالغة لسائقي السيارات. وأشاروا إلى تواجدها في منعطفات خطيرة، كما أن أكثر الأعمدة مكانها عشوائي وخطر، وسبق أن تعرضت مركبات عديدة للاصطدام بتلك الأعمدة. وأضاف أبناء الملحاء أن شركة الكهرباء تجاهلت وجود الأعمدة، وصمت المسؤولين عنها دون تحريك ساكن لمعالجة هذا الموضع الخطر يثير الاستغراب، مسببة بذلك المخاوف من ارتطام السيارات بها. وأوضح أيضا محمد أبوهادي أن أحد الأعمدة يتوسط أحد الشوارع الرئيسية في الملحاء، حيث توجد بجواره مدرسة للبنات وبات يشكل خطرا كبيرا، بل يضايق السيارات لوجوده الخاطئ. أعمدة قاتلة وذكر منصور محنشي من قرية اللقية بمحافظة صامطة، أن قريتهم من بين القرى التي تتوسط الأعمدة بعض شوارعها، لتشكل خطورة بالغة على سائقي السيارات، مشيرا إلى أنها تتسبب في حوادث خطيرة. كما قال محمد إدريس: «الوضع أصبح مأساويا، خاصة مع انتشار الأعمدة في منعطفات الطرق». وطالب أهالي قرية «صاحب البار» التابعة لمحافظة صامطة وقرية «الشعفولية» بمحافظة أحد المسارحة، شركة الكهرباء بضرورة إزالة الأعمدة التي تتوسط شوارعهم، قبل بدء الشركة المنفذة لأعمال السفلتة داخل القرية، مؤكدين أنها تعرضهم للخطر. وقال يحيى أبو عامرية من مدينة بيش، إن سوق بيش مليء بالأعمدة التي تتوسط الطريق، والتي تسبب زحاما للمتسوقين وحوادث سير عدة. ونفس الحال يتكرر في قرية المحلة الجديدة ببيش، حيث أكد إبراهيم وافي أن الأعمدة تسببت في إصابة أشخاص قبل فترة، عقب ارتطام مركبتهم بعمود الكهرباء. وفي مركز الحقو ببيش يتوسط عمود ضغط عال الطريق الرئيسي بجوار أحد قصور الأفراح، حيث يؤكد محمد سالم العقيد، أنها باتت تشكل خطرا كبيرا وتضايق السيارات، خصوصا بعد أن وضعت البلدية العلامات على الطريق، فأصبح العمود تحده معالم الطريق يمينا ويسارا، وفي الليل لا ينتبه له عابر الطريق، وهنا الكارثة. وأضاف ناصر الأمير من مدينة أبوعريش، أن حواري المدينة مليئة بمثل هذه الأعمدة التي ضاقت بها الطرق وتسبب بعضها في تشويه المنظر العام. طرح حلول رغم الخلافات وفي وقت سابق، قال المتحدث الإعلامي بأمانة جازان طارق الرفاعي، إنه في بعض الأحيان تنفذ توسعة لبعض الطرق والشوارع، وتتم مخاطبة الجهات المعنية الأخرى كشركة الكهرباء والمياه والاتصالات بهذا الأمر، مبينا أن نقل أعمدة الكهرباء من اختصاص شركة الكهرباء، وليس من اختصاصهم. لكن مدير شركة الكهرباء بجازان المهندس محمد عبده ياسين، قال إن خطوط الكهرباء تم تنفيذها مبكرا، ومن ثم نفذت البلديات والطرق مؤخرا بتوسعة تلك الشوارع دون دراسة أو تنسيق مع الشركة من أجل نزعها وتغيير مواقع تلك الأعمدة، بالإضافة لحساب تكاليف تعديل الشبكات وهذا هو سبب توسط هذه الأعمدة وما شابهها، مشيرا إلى أن الشركة حفاظا منها على السلامة العامة وحرصا على انتظام الخدمة، تضطر لتعديل شبكاتها ومطالبة البلديات بالتكاليف المترتبة على عمل مقاولهم دون تنسيق. وأضاف ياسين: «نحن في شركة الكهرباء لا نضع أي عمود كهربائي إلا بموافقة البلديات، فالمشترك عندما يريد خدمة اشتراك يحضر كامل الأوراق المطلوبة ومنها موافقات البلديات من مسح وتحديد للمواقع ميدانيا»، مشيرا إلى أن هناك أخطاء كثيرة من غياب التنسيق بين الجهات الخدمية الأخرى، وقد رفعنا عدة شكاوى لإمارة المنطقة بهذا الخصوص. وعن الحلول التي يمكن تفعليها، أوضح ياسين: «الحل الوحيد هو إبعادها من موقعها لأنها سببت حوادث مرورية وهذا الحل ليس بسهولة تنفيذه، لأن تنفيذ الإزالة يعود إلى مناقصات وتواجد هذه الأعمدة تتحمل البلديات تكاليف إزالتها وأخطائها في عدم التخطيط ومخاطبة شركة الكهرباء في تنفيذ مشاريعها».