في الغرب يتحير عموم الناس كما خبراء النفس في تفسير ظاهرة المرتزقة التي تمثل معكوس الفطرة الطبيعية لدى غالبية البشر (كتب عليكم القتال وهو كره لكم) أي من الفطرة كراهية القتال، لكن هناك أفرادا يدمنون القتال وحتى عندما لا تكون بلادهم في حالة حرب يلتحقون بشركات المرتزقة التي يستأجرها أصحاب حروب الأطماع التي يصعب إقناع الجندي الشريف الذي يحفظ ولاءه لمثاليات شرف العسكرية أن يخوضها، رغم أن شركات المرتزقة لا تقدم أي مزايا وتكفي وصمة العار على الشخص بين أهله بأنه من المرتزقة ولا تأمين صحيا ولا معاش تقاعديا وغالبا سيصاب بإصابات بليغة تسبب له التشوه والإعاقات الدائمة وسيقتل ولن يحظى أهله بمظاهر التكريم والعناية التي تولى لعائلة من يقتل ضمن الجيش، وهو يقاتل بلا دافع عقائدي حقيقي ولا غاية ولا هدف إنما قتال لأجل القتال فقط، وبعض الدراسات خلصت لأن المرتزقة يتميزون بثلاث سجايا رئيسية؛ السجايا السيكوباتية «أي الذين علميا لديهم ضمور في نشاط مركز المعالجات العاطفية في الدماغ ولهذا بالنسبة لهم منظر ذبح إنسان لا يختلف عن أي منظر ترفيهي فهو مجرد أمر مثير بصريا ولا يولد لديهم أي شعور عاطفي بالأسف والاشمئزاز والصدمة» وعلميا ليس صحيحا أن النساء عاطفيات والرجال غير عاطفيين فهذا معتقد خرافي، فكلا الجنسين لديهم ذات أنماط المعالجات العاطفية في ذات المركز في الدماغ والشخص الوحيد غير العاطفي سواء أكان ذكرا أو أنثى هو الشخص السيكوباتي ولذا ليس لديه القدرة على الشعور بالرحمة والندم والأسف والحياء أبدا. والسجية الثانية؛ السجية السادية، والأنظمة الديمقراطية تمنع استعمال التعذيب ولهذا لا يمكنهم إرضاء شهوتهم للتلذذ بإيقاع التعذيب والأذية المادية والمعنوية على الناس بشكل لا يعرضهم لعقوبة القانون إلا بأن يكونوا مرتزقة حيث إن شركات المرتزقة لا تلزمهم بأي قواعد أخلاقية وظهرت عينات صادمة من سلوكهم السادي في جرائم شركة المرتزقة الأمريكية «بلاك واتر» في العراق، والسجية الثالثة؛ متلازمة «فرط الحركة ونقص الانتباه» مما يجعل من الصعب عليهم التأقلم مع طبيعة الحياة المعاصرة القائمة على الأعمال الفكرية والتقنية والتي تتطلب أن يبقى الإنسان طوال سنوات تعلمه وعمله جالسا غالب يومه على كرسي بلا حراك وهذا لا يناسبهم، ولهذا يجب دائما إيجاد وظائف مناسبة لطبيعة هذه الفئة تتطلب الحركة، ولا توجد دراسة على إن كان ما سبق ينطبق على من يدمنون النشاطات الإرهابية وإن كنت أعتقد أنها تنطبق عليهم.