أكد الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز أن العمل على تحديث اللوائح والأنظمة الخاصة بالأندية والاتحادات سيكتمل خلال المرحلة المقبلة. جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في افتتاحه لمنتدى الاستثمار الرياضي الخامس الذي نظمته غرفة الشرقية صباح أمس، بمقرها الرئيسي بالدمام بحضور عدد من رجال الأعمال والرياضيين والمتخصصين والإعلاميين، والمسؤولين عن قطاع الرياضة في المملكة، وأضاف سموه أن الرياضة صناعة ينتظرها مستقبل واعد وفرص عديدة ستقودها للأفضل، معلنا أن التنسيق جار للحد من مديونيات الأندية والإجراءات التي تم اتخاذها في هذا الجانب خلال الفترة السابقة قادرة على تقديم صورة عالية من الشفافية والوضوح لأنديتنا، مؤكدا قناعته بأن هذه الخطوة ستقود لتعزيز الثقة وجذب المستثمر في المرحلة المقبلة. وأوضح الرئيس العام لرعاية الشباب أن ما يحظى به قطاع الرياضة من دعم ورعاية واهتمام من القيادة الحكيمة يحفزنا جميعا للعمل بمزيد من الإرادة والطموح لتحويل الرياضة إلى بيئة استثمارية جاذبة تسهم في مواكبة مسيرة التنمية والتطور بالمملكة. ولفت الأمير عبدالله بن مساعد إلى أن رؤية الرئاسة العامة لرعاية الشباب تجاه الرياضة تنطلق من جانبين، الأول الرياضة التنافسية وفيها سيكون دور رعاية الشباب المشرع والمنظم والمراقب، والثاني رياضة الممارسة وهي التي يتطلعون من خلالها إلى نشر ثقافة ممارسة الرياضة في المجتمع، مضيفا «نحن معنيون بهذا التوجه ونعمل على تحقيقه واقعا من خلال الأندية، أو الساحات الشعبية، أو الصالات والملاعب الرياضية التابعة للرئاسة أو لجهات أخرى، وذلك لإيماننا بأن نشر الرياضة وزيادة عدد الممارسين يعني زيادة في الوعي ونموا للفكر وانخفاضا في تكاليف الصحة وتعددا للمواهب». وأشار سموه إلى أن هذا المنتدى وما يدور فيه من نقاشات وآراء سيكون عاملا مساعدا لهم في التعرف على الكثير من التحديات ومواجهة بعض الصعوبات ووضع الحلول المناسبة لها. صناعة عالمية من جهته، قال رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالرحمن بن صالح العطيشان إن المنتدى والذي يعقد بالتزامن مع الدورة الخليجية الثانية للألعاب الأولمبية والتي تقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله يستعرض صناعة عالمية باتت ذات مردودات هائلة، إذ أصبح يتخطى في العديد من بلدان العالم عوائد قطاعات اقتصادية رئيسية، بل ويتصدر مرتبة متقدمة ضمن مصادر الدخل القومي لهذه البلدان. وأضاف أنه ورغم حداثة عهد المملكة بالاستثمار الرياضي، إلا أن السنوات القليلة الماضية شهدت حراكا متسارعا ومحاولات رسمية جادة، هدفها صياغة سبل جديدة من شأنها الارتقاء بهذه الصناعة المتنامية، التي بجانب ما تحققه من عوائد مالية مرتفعة، تبقى من أكثر المجالات الاستثمارية استيعابا للطاقات البشرية لاسيما من فئة الشباب، مشيرا إلى أن نتائج هذا المنتدى فرصة حقيقية للإسهام في الارتقاء بالمجال الاستثماري الرياضي. وأشار العطيشان إلى أن الميزانية العامة للمملكة لعام 2015م حملت اهتماما مضاعفا بقطاعات الشباب والرياضة، وذلك بزيادة نصيب الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى قرابة ال25% مقارنة بالعام الماضي، وإن لذلك دلالة على مدى اهتمام حكومتنا الرشيدة بالاتجاه نحو توسيع قواعد الاستثمار لاسيما في قطاعات الشباب والرياضة. تعريف بالاستثمار الرياضي وأكد العطيشان أنه ورغم الإنفاق الحكومي المتزايد، إلا أن «اقتصادات الرياضة» لاتزال تتطلع للكثير من الجهود والمبادرات فيما يتعلق بالتعريف بأوعيتها الاستثمارية المتاحة، وبذل المزيد من الجهد في إنجاز الأطر التنظيمية والتشريعية التي تحتويها. ولفت إلى أن غرفة الشرقية من أوائل الغرف السعودية تشكيلا للجنة متخصصة في الاستثمار الرياضي، ومن واقع مهمتها التوعوية لمشتركيها تضع على عاتقها منذ فترات مسؤولية بناء مكون معرفي تفصيلي بكافة قطاعات الاستثمار الرياضي، علاوة على طرح آليات إدارة فرص الاستثمار الرياضي، وأيضا نقل الخبرات الناجحة الدولية منها والإقليمية، للارتقاء بالصناعة الرياضية. من جانبه، تحدث رئيس مجموعة أركان الأعمال المحدودة حسين بن عبدالله العبدالوهاب مقدما خالص شكره لكافة الداعمين والرعاة لهذا المنتدى وخص بالشكر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب، كما ثمن للجنة الاستثمار الرياضي بغرفة الشرقية دورها الكبير وجهودها في خدمة هذا القطاع، معربا عن أمله في النهوض بحركة الاستثمار الرياضي. استعراض تجربة «كارز» وفي الجلستين الأولى والثانية للمنتدى تم استعراض تجربة مركز كارز سانت كوات (وهو مركز حكومي إسباني متخصص في العناية الشاملة بالرياضيين)، فقد تحدث كل من العضو المنتدب بالمركز السيد كارلوس فيلسكا، ورئيس التقنية والعلوم الطبية بالمركز نفسه عن تجربة المركز في دعم الرياضة في إقليم كاتالونيا الإسباني حيث أكدا أهمية الرياضة للنهوض بالمجتمع، من ناحيتي الصحة العامة، والارتقاء بالتعليم وتحسين الأداء لفئة الشباب، والحفاظ على صحة الفئات الكبيرة في السن، واستعرض فيلسكا جملة من الأمراض التي تؤدي إلى الوفاة منها البدانة وزيادة نسبة الكوليسترول في الدم، وتتم الوقاية منها بممارسة الرياضة.. لافتا إلى أن الرياضيين سفراء بلدانهم في المحافل العالمية. أما السيد ماتاس فقد أكد على أهمية العناية بالرياضيين وتعليمهم ورفع مستوى أدائهم من خلال التوجه والعناية بهم من كافة الجوانب الصحية والعلمية والنفسية وحتى الفنية، وهذا لا يتم إلا بتعاون القطاع الخاص مع الحكومة، وذلك بعد وضوح الأهداف. وفي الجلسة الثالثة، تحدث الرئيس التنفيذي لشركة يوهان كرويف لكرة القدم تود بين عن تجربة المركز لتطوير الكفاءات الرياضية، خصوصا لاعبي كرة القدم في هولندا.