طرحت المشاركة السعودية ب 15 فيلما في مهرجان «كام» للأفلام التسجيلية والقصيرة، الذي افتتح البارحة الأولى، تساؤلا حول صناعة السينما السعودية وطموحات القائمين عليها، حيث قال رئيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي: «نطمح إلى وجود آليات حقيقية لصناعة السينما في المملكة، فجهود الشباب مقدرة وتحترم، فهم مثابرون وطموحهم ليس له حدود، يستحق الأخذ بيده، وهو ما لمسته في الأفلام التي قدمت لها قبل عرضها على لجنة المهرجان، أما دور العرض وهي الشريان الطبيعي لصناعة السينما فما زالت غير موجودة على المستوى الرسمي إلا أننا نفتح أبوب الجمعية في كل أنحاء المملكة لعرض الأفلام التسجيلية والوثائقية في أي من قاعاتها». من جانبه، يقول المخرج السينمائي ممدوح سالم: "صناعة الأفلام القصيرة والوثائقية بدأت في المملكة منذ 2003، ولدينا الآن حوالى 500 فيلم، جميعها من إنتاج السينما المستقلة، والشباب السينمائي يحاول أن يصنع أفلاما بجهود ذاتية، وسبق أن شاركت هذه الأفلام في العديد من المهرجانات العربية والعالمية، وهناك مشاركة كبيرة للأفلام السعودية، وهو دلالة على الحراك السينمائي والفني، وإن كان ليس على مستوى عالٍ، ولكن حراك عجلة الإنتاج بحد ذاته يصنع تراكمات تبشر بصناعة واعدة. وأضاف: «التجربة رغم حداثتها إلا أنها على مستوى المخرجين تعد ناجحة جدا، وهناك مخرجون سعوديون استطاعوا أن يقدموا أفلاما متميزة وأن ينتزعوا جوائز عالمية، لكن مستوى الصناعة ككل ما زال في طور الهواية والتجريب، لم نصل إلى صناعة الفيلم الروائي الطويل، وذلك لغياب دور العرض؛ لأنه الموطن الحقيقي لصناعة الفيلم. وأوضح سالم أن الجيل الجديد من الشباب، بدأ يتجه بفكره لدراسة منهجية أكاديمي لصناعة الفيلم، مبينا أن "هناك 60 مبتعثا سعوديا في الولاياتالمتحدةالأمريكية يدرسون صناعة السينما والإخراج، وكذلك الحال في جامعة عفت التي استحدثت مؤخرا قسما خاصا لدراسة الإخراج السينمائي، فالصناعة السينمائية السعودية قادمة وبقوة، مع خبرات تراكمية وجهود ذاتية من الفنانين الشباب». وقال عضو لجنة تحكيم المهرجان فهد الغزولي، إن المشاركة السعودية المكثفة في المهرجان يحمل دلالات عدة، أهمها هو الصوت الذي يريد الفنانون السعوديون التعبير به عن طموحاتهم وإمكاناتهم الفنية والقادرة على تقديم فن جيد، لا تنقصه سوى مزيد من الأدوات والاحتواء للمواهب الشابة. ومن جانبها، قالت الفنانة المصرية إلهام شاهين: «ما نتابعه من إنتاج أفلام مستقلة في المملكة خلال السنوات الماضية، مؤشر لانطلاقة جيدة نتمنى أن نراها قريبا، فالأفلام التسجيلية والوثائقية مبادرات جيدة، ولكن نتمنى أن نرى أفلاما روائية وسينمائية».