أتقدم بالشكر الجزيل للمتحدث الرسمي باسم الانتخابات البلدية ورئيس لجنتها العليا لتأكيده عدم التفريق بين المرشحين والمرشحات في المعترك الانتخابي «كما وصفه» لأن هذا يدل دليلا واضحا ناصعا مؤكدا على العدل والمساواة في الحقوق الانتخابية للمرشحين والمرشحات، ولكن قبل أن يصله شكري أود تنبيهه إلى التناقض الشديد بين تأكيده الآنف ذكره وقوله: «ما الفائدة المرجوة من مخاطبة المرشحة للناخبين الرجال بشكل مباشر»، لقد ذكر المتحدث الشيء وضده في وقت واحد، وقال أكثر من ذلك في تقرير صحيفة الوطن يوم الجمعة الماضي. ولمعلوميتكم فقد حظرت اللجان الانتخابية على المرشحات مخاطبة الناخبين مباشرة وطالبتهن بتعيين وكلاء عنهن، ومنعت دخولهن إلى أقسام الرجال في مقرات حملاتهن الانتخابية، وطالبت بتخصيص قسم خاص للرجال في مقراتهن الانتخابية ومنع نشر صورهن في الإعلانات، وهناك غرامة مقدارها 10 آلاف ريال في حال المخالفة. يا سعادة المتحدث.. صور السيدات تملأ الصحف والمجلات ووجوههن المحترمة تظهر في شاشات التلفزيون، والسيدة السعودية تقف محاضرة ومتحدثة في المؤتمرات والمنتديات ومنابر الجامعات والمراكز الأكاديمية، والمرشحات للانتخابات البلدية لسن مرهقات ليعرضن زينتهن أمام الملأ بل سيدات عاقلات راشدات محترمات، ولو تجاوزنا موضوع الصورة في الإعلانات فما هو المنطق في أنها لا تحدث ناخبيها أمامهم؟. هناك علم اسمه الاتصال الإنساني له دور مهم في الإقناع من خلال الحضور والتأثير المباشر، لا يمكن تعويضه بشخص آخر غير المعني بالشأن كما هي شروطكم بأن تعين المرشحة وكيلا ينوب عنها في إلقاء برنامجها الانتخابي أو التعاقد مع شركة متخصصة لتولي إدارة حملتها الانتخابية. هذا الشرط يفقد المرشحة أهم عوامل تأثيرها على الناخبين ويجعلها غير قادرة على الحوار والتفاعل معهم والإجابة على استفساراتهم. والسؤال هنا: ما المانع في ذلك عندما يكون زوجها أو والدها أو أخوها حاضرا معها وهي تناقش برنامجها مع الناخبين؟. يا سعادة المتحدث كيف نفهم قولك إنه لا تفريق بين المرشحين والمرشحات في «المعترك الانتخابي» وشروطكم تجعل المرشحة خارج اللعبة الانتخابية باشتراط وكيل ينوب عنها، وإعادتها إلى التهميش والدونية؟. إنني أؤكد لك من هذه الزاوية أنني لن أنتخب أي مرشحة في هذا الوضع لأني سأنتخب وكيلها وليس هي، والسبب أنتم وشروطكم. [email protected]