عوقب سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وخليفته المحتمل ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة بالإيقاف أمس الاول الخميس بعد تورطهما في فضيحة فساد مدوية في ظل مواجهة الرياضة لتحقيقات جنائية في سويسرا والولايات المتحدة. وكان السويسري بلاتر الذي يترأس الفيفا منذ 1998 على وشك ترك منصبه بعد الانتخابات المقررة في فبراير من العام المقبل. وبدا بلاتيني الأوفر حظا لخلافة بلاتر في الانتخابات. وتتوقف آماله في المنافسة - والتي تقلصت بشدة عقب قرار الخميس - على ما إذا كان بوسعه إبطال قرار إيقافه لمدة 90 يوما والصادر عن لجنة القيم التابعة للفيفا. ورغم إنكارهما ارتكاب أي مخالفات إلا أن الفضيحة التي هزت أوساط كرة القدم العالمية وبدأت بمداهمات عند الفجر وسلسلة من الاعتقالات لمسؤولين كبار في فندق سويسري فاخر في مايو الماضي أتت على بلاتر وبلاتيني بالتدريج. وقالت لجنة القيم في بيان «خلال هذه الفترة يحظر على هذين الشخصين ممارسة أي أنشطة متعلقة بكرة القدم على المستويين الوطني والدولي». وقال الفيفا في بيان: إنه خلال فترة الإيقاف المستمرة لمدة 90 يوما لا يحق لجوزيف سيب بلاتر تمثيل الفيفا بأي صفة أو العمل نيابة عن المنظمة أو التعامل مع وسائل الإعلام أو الشركاء الآخرين كممثل للفيفا. وعين الفيفا الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي ونائب رئيس الفيفا رئيسا مؤقتا للاتحاد الدولي حسبما تنص اللوائح بصفته أقدم نواب الرئيس. وتم توبيخ حياتو (69 عاما) من قبل لجنة القيم في اللجنة الأولمبية الدولية عام 2011 بعد اعترافه بأنه حصل على أموال من وكالة تسويق كانت على علاقة سابقة بالفيفا عام 1995. وقالت اللجنة الأولمبية الدولية إن هذا الموقف يمثل تضاربا في المصالح بينما نفى حياتو حصوله على أي مكاسب شخصية أو ارتكاب أي مخالفات. وفي بيانه قال المسؤول الكاميروني إنه لن يترشح لرئاسة الفيفا في فبراير وأنه سيتولى المهمة بصفة مؤقتة فقط. ومع ذلك تحدى الاتحاد الأوروبي إيقاف رئيسه بإعلانه دعمه له كرئيس للمؤسسة وتأكيده على انه لن يتم تصعيد أي بديل لبلاتيني في منصب الرئيس داعما إياه في إجراءات طعنه على قرار إيقافه. وقال الاتحاد في بيانه «تعرب اللجنة التنفيذية بالاتحاد الأوروبي عن ثقتها الكاملة في رئيس الاتحاد ميشيل بلاتيني وتقف خلفه بكل قوة». وأكد بلاتيني في بيان شخصي منفصل صدر عبر لجنة الإعلام بالاتحاد الأوروبي، انه يمتلك الحافز من خلال إحساس عميق بالتحدي الحقيقي. وقال بلاتيني «تلقيت الكثير من رسائل الدعم من الاتحادات العضوة بالاتحاد الأوروبي والاتحادات الأخرى والتي تشجعني على مواصلة العمل لخدمة مصالح كرة القدم. لن يدفعني أي شيء للتخلي عن هذا الالتزام». وأصدر الاتحاد الأوروبي الذي يتخذ من نيون مقرا له ويمثل 54 اتحادا كرويا محليا في القارة بيانا ثانيا في وقت لاحق أكد خلاله على إيقاف بلاتيني وان لاعب منتخب فرنسا السابق سيتخلى عن مهامه الرسمية في الوقت الحالي وانه ألغى العديد من رحلاته الرسمية. وأوضح البيان ان ميشيل بلاتيني موقوف حاليا وبالتالي لن يقوم بمهامه الرسمية في الوقت الحالي. ونتيجة لذلك فإنه لن يحضر اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي وألغى العديد من رحلاته الرسمية. وأشار بلاتيني إلى أنه قدم أوراق ترشيحه للانتخابات قبل إيقافه. وطالب رئيس الاتحاد الألماني للعبة - والفائز بكأس العالم العام الماضي - بلاتر بالاستقالة كما دعا لاجتماع طارئ للجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي. وأيد الاتحاد الآسيوي للعبة الدعوة لاجتماع عاجل للجنة التنفيذية في الفيفا. وقال فولفجانج نيرسباخ رئيس الاتحاد الألماني «يمكن إعادة بناء المستقبل في حالة واحدة فقط هي رحيل الرئيس الحالي أي بدون سيب بلاتر. قد يؤشر ذلك لبداية جديدة ويبعث رسالة للجميع بأن كرة القدم تطهر نفسها». المنافس الأردني وإذا أخفق بلاتيني في التخلص من الإيقاف ليخرج من سباق الانتخابات فإن الأمير الأردني علي بن الحسين سيكون مرشحا بقوة للفوز رغم أن باقي المنافسين سيسعون لاستغلال مشاكل المسؤول الفرنسي. وأقر الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل الذي قضى فترة طويلة في السجن مع الزعيم الراحل نيلسون مانديلا قبل أن يتحول لسياسي ورجل أعمال بأنه يفكر في الترشح لرئاسة الفيفا. وطالب توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية اليوم الفيفا بالتفكير في مرشح من الخارج لخلافة رئيسه الموقوف بلاتر. وفي بيان حمل عبارات في غاية القوة قال باخ «يجب القيام بأمرين على الفور: يجب الإسراع في عملية إصلاح عميقة من أجل التماشي مع معايير المحاسبة والشفافية وكافة مبادئ الإدارة الرشيدة». وأضاف «ولابد من التفكير في مرشح للرئاسة من خارج المؤسسة يتمتع بالمصداقية والنزاهة الشديدة لإنجاز الإصلاحات المطلوبة وإعادة الاستقرار والمصداقية للفيفا». وقالت لجنة القيم أيضا إنها أوقفت ولمدة 90 يوما الأمين العام للفيفا الفرنسي جيروم فالك الذي منحه الفيفا اجازة مفتوحة بالفعل اثر ادعاءات بتورطه في مخالفات تتعرض ببيع تذاكر نهائيات كأس العالم 2014 بسعر أعلى. ونفى فالك ارتكاب أي مخالفات. كما أوقفت اللجنة الكوري الجنوبي تشونج مونج جون النائب السابق لرئيس الفيفا لستة أعوام لتقضي العقوبة تماما على فرصه الضعيفة بالفعل في الفوز بانتخابات رئاسة الاتحاد الدولي. وتحقق السلطات السويسرية والأمريكية في مزاعم فساد طالت الأوساط الكروية العالمية في تحقيقات دامت طويلا والتي أدت لتوجيه الاتهام إلى 14 من كبار مسؤولي الرياضية ولمسؤولين في شركات للتسويق الرياضي. ومن بين أمور أخرى يتم التحقيق فيها تحقق السلطات في ملابسات منح روسيا وقطر حق تنظيم كأس العالم عامي 2018 و2022 على الترتيب. ويمكن لجميع من تم إيقافهم الخميس اللجوء للجنة الاستئناف بالفيفا في محاولة لإلغاء العقوبات لكن سيظل الإيقاف ساريا لحين البت في أي استئناف. خيبة أمل وقال محامو بلاتر إن الأخير يشعر بخيبة أمل لعدم قيام لجنة القيم بمخاطبته والاستماع له قبل الإقدام على إيقافه مؤكدين أنه يتطلع لإثبات براءته من خلال الأدلة التي ستثبت عدم ارتكابه أي مخالفات من أي نوع. ولم يذكر بيان لجنة القيم أي تفاصيل تتعلق بأي مخالفات ارتكبها بلاتيني أو بلاتر. وعلى الرغم من انه من غير المسموح مناقشة أي تحقيقات إلا أن التحقيقات ستتطرق بكل تأكيد بدفع بلاتر مليوني فرنك سويسري (2.06 مليون دولار) من أموال الفيفا إلى بلاتيني في 2011 وذلك بعد تسع سنوات من انتهاء عمل بلاتيني كمستشار لبلاتر. وقال المدعي العام السويسري في 25 سبتمبر الماضي انه فتح تحقيقا جنائيا مع بلاتر في هذا الأمر إضافة لتحقيق آخر يتعلق باتفاق يخص حقوق البث التلفزيوني في منطقة الكاريبي. وينظر إلى بلاتيني باعتباره يقع في منطقة ما بين الشاهد والمتهم في قضية الأموال. وعمل بلاتر طوال 40 عاما في الفيفا وتدرج في المناصب حتى وصل لمنصب الأمين العام تحت قيادة الرئيس السابق جواو هافيلانج في 1981. وقال المسؤول البالغ من العمر 79 عاما لمجلة ألمانية هذا الأسبوع إن التحقيق الجنائي السويسري معه ليس صحيحا.